لقاء مع كوكب الزهرة
الاثنين, 29 سبتمبر 2014 12:43

كوكب الزهرة هو جارنا القريب والغريب. غريب لأن الشمس تشرق غرباً وتغيب شرقاً، واليوم فيه أطول من عام.
ساخن جداً لا يمكن العيش فيه. ما اسباب إختلافه الكبير؟ لمعرفة المزيد، نتوجه إلى مرصد باريس حيث، قبل أكثر من ثلاثة قرون، علماء الفلك إنطلقوا إلى الأركان الأربعة للكرة الأرضية لدراسة كوكب الزهرة.

تم تأسيسه في العام 1667، مرصد باريس في فرنسا، يعرف جميع الطرق لدراسة النظام الشمسي، بما في ذلك مجموعة من الأجهزة لمشاهدة كوكب الزهرة حين يمر أمام الشمس.

كمثال فريد، آلة التصوير جانسن، صممت في مرصد باريس لمراقبة عبور الزهرة في العامين 1874 و1882، توماس وايدمان، عالم فلكي يمضي الكثير من الوقت في محاولة حل لغز كوكب الزهرة، يقول:“الزهرة والأرض أشبه بكوكبين شقيقين. تكونا في نفس الجزء من النظام الشمسي، حتى أقرب من الأرض والمريخ، بالمكونات الأساسية ذاتها، الغازات ذاتها، الصخور ذاتها التي كانت تدور حول النظام الشمسي المبكر. ومع ذلك، مصيرهما مختلفان تماماً “.

اذن، كوكب الزهرة بدأ كألأرض تقريباً. لكن الآن أصبح جافاً يرتدي معطفا سميكاً من حمض الكبريتيك وغاز ثاني أوكسيد الكربون.

هاكان سيفديم ، يعمل في مشروع فينوس اكسبريس ، لوكالة الفضاء الأوربية يقول :
“له جو كثيف جدا، نسبة ثاني أكسيد الكربون حوالي 97٪ ، تأثير الاحتباس الحراري قوي جدا، ودرجة حرارة السطح أكثر من 450 درجة مئوية، والضغط الجوي 92 بار، أي 100 مرة على ما عليه هنا في الأرض، لذلك انه مكان غير مريح على الإطلاق “.

غير مريح، ولا يمكن العيش فيه . انه الكوكب الوحيد الذي يدور في اتجاه عقارب الساعة. وليس هذا فقط، بل وكما يوضحميشال بريتفلنر ، منسق عمليات فينوس اكسبريس لوكالة الفضاء الأوروبية :“كوكب الزهرة هو الكوكب الوحيد في النظام الشمسي الذي يحتاج الى مزيد من الوقت ليدور حول محوره وحول الشمس. لذلك، اليوم الواحد لكوكب الزهرة يستمر 243 يوما، و 224 يوما للدوران حول الشمس.”

في العام 2005 وكالة الفضاء الأوروبية أطلقت المركبة الفضائية فينوس اكسبريس لإلقاء نظرة فاحصة على هذا الكوكب غريب الاطوار.
بعد ثماني سنوات على مسح الغيوم الكثيفة، فريق فينوس اكسبرس بعث بعينات من الطبقة العليا للغلاف الجوي، وهي تقنية تعرف باسم “ الكوابح الفضائية”.

في الواقع، عملية الكبح الفضائي أتاحت الحصول على أول خِطة للغلاف الجوي العلوي للزهرة، وهذه كانت مفاجأة بالنسبة للعلماء، كما يوضحدونالد ميريت، منسق عمليات فينوس اكسبريس – ووكالة الفضاء الأوروبية :“غير المعتاد الذي إكتشفناه هو التغير في الضغط، كما لو كانت هناك موجات داخل الغلاف الجوي. هيكل الموجات هذا لم يكن متوقعاً. تحليل هذه البيانات ستشغل العلماء لبعض الوقت “.

بيانات فينوس اكسبرس كشفت للفريق العلمي عن لغز آخر كتزايد سرعة رياح الزهرة.

هاكان سيفديم ، مشروع فينوس اكسبريس، يقول:“حين وصلنا إلى كوكب الزهرة قبل 8 سنوات اكتشفنا ريحاً سرعتها 300 كم في الساعة، انها سريعة جدا، بيد أن سرعتها تزايدت خلال هذه السنوات. الآن، سرعتها 400 كم في الساعة، ولا يمكن تفسير ما حدث حقا “.

هناك ألغاز اخرى. الصور النادرة لسطح كوكب الزهرة، التي التقطها المسبار الروسي فينيرا 13، لا تُظهر أية علامة لوجود البراكين، على الرغم من وجود الصخور البركانية.

توماس وايدمان ، عالم كواكب، مرصد باريس:
“سطح كوكب الزهرة صغير السن نسبيا على مقياس النظام الشمسي. بالنسبة لنا، اليوم، هناك تناقض بين غياب النشاط البركاني والتكتوني والسطح الذي ،على الرغم من كل شيء، يبدو حديث السن. لذلك، لربما كانت هناك بعض العمليات النادرة، لكنها قوية وعنيفة جيولوجياً لها دور كبير في الظهور على سطح الكوكب بطريقة كارثية. هذا يعني نهضة جديدة لقشرة كوكب الزهرة “.

ماذا حدث لكوكب الزهرة ليتحول الى مكان جهنمي كهذا؟ هناك بعض النظريات دون اي دليل لغاية الآن. ميشال بريتفلنر ، منسق عمليات فينوس اكسبريس -وكالة الفضاء الأوروبية يقول: “ لربما حدثت كارثة كبيرة في وقت مبكر من تاريخ هذا الكوكب. تصادم مع كائن آخر كبير، أدى إلى تباطأ دورانه، أعتقد أنها كانت نقطة التحول في حياة كوكب الزهرة”. أدلة على ما حدث في الماضي قد تكون موجودة في هذه الكميات الهائلة من البيانات التي جمعها مسبار فينوس اكسبريس.
كوكب الزهرة يواصل إثارة دهشة واعجاب العلماء. توماس وايدمان، يقول : “كوكب الزهرة هو ألمع كوكب في السماء. انه ألمع ضوء بعد الشمس والقمر. هذا الكوكب هو جزء من التراث الثقافي للإنسانية. هذه الشخصية الخاصة بالزهرة ككائن مشرق، كائن ثقافي هي التي تجذني إليه . لربما، أكثر من الأسباب العلمية التي تحدثنا عنها “.

المصدر: أورو نيوز

لقاء مع كوكب الزهرة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox