قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ).
الماء عصب الحياة فلا حياة بدون ماء من هذا المنطلق فإن توفير المياه وحماية مصادرها ورعاية محطات تنقيتها أهداف سامية لكل دولة، فالمساس بها والعبث بها، وإهمالها يشكل خطراً على أمنها وحياة رعاياها.
موريتانيا بطبيعتها الجغرافية بلد صحراوي تندر فيها المياه و يصعب استغلالها و نظرا لمساحتها الشاسعة و التوزيع السكاني العشوائي زاد ذلك من صعوبة مهمة مسيري القطاع و تفاقمت المشكلة.
فرغم تدشين مشاريع كبرى في البلد لسد النقص الحاصل في المياه، فمن مشروع آفطوط الساحلي إلى بحيرة أظهر، إلى مشروع فم لكليته إلى بو احشيشه و غيرها، انتهت الأشغال في بعض هذه المشاريع و استفادت بعض المدن الكبرى و ضواحيها من هذا الإنجاز النوعي، لاكن لا زالت هناك مدن و قرى بحت حناجرهم من الصراخ و جف ريق الصبر عندهم ليست لديهم أحلام كبيرة تضاهي الشعوب المعاصرة كتعميم الويفي أو غيرها من متطلبات العصر الحديث، هم يحلمون بمياه صالحة للشرب، انهكتهم مياه الآبار و المستنقعات و البرك الملوثة ففيها من التعب و المشقة و المرض ما يأرق كاهل المواطنين.
من منا يخطر في باله الآن، أن ساكنة مدينة ولاته تعيش أيام من العطش و التهميش و النسيان، تلك المدينة العتيقة بفنها، الغنية بعراقتها، الخالدة بمخطوطاتها و مؤلفاتها و علومها المتنوعة، التي جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة في تاريخ بلاد شنقيط و الأندلس و موريتانيا اليوم.
مشروع أظهر الذي تصفه الحكومة بالعملاق و الذي سيغذي المناطق الشرقية من البلاد يحتوي على مخزون هائل من المياه قدرت على لسان الوزير بمئة مليار متر مكعب و بلغت تكلفته بحوالي أربعين مليار أوقية، بدأت دراسة الفكرة عام 2010 تقريبا بينما بدأت الأشغال و الانطلاقة الفعلية للمشروع تقريبا نهاية 2014 او مع بداية 2015، و يتفرع المشروع إلى أجزاء مترابطة تقنيا مثلا إذا وقع خطأ تقني في أحد الخطوط يتم تحويله إلى خط آخر و بهذا يتواصل توفير المياه للمناطق الخاضعة لذلك الخط فعلا قد يكون هناك ضغط على هذا الجزء و قوة ضخ الشبكة للمياه ستتراجع منطقيا و لاكن الجميع سيتوفر على المياه و لن تكون هناك مشكلة كبيرة كقطع مياه عن منطقة ما و بالنسبة للخط الآخر ستتكفل الأجهزة الفنية باصلاحه، كل جزء سيوفر المياه الصالحة للشرب لعدة مدن مثلا الجزء الشمالي سيغطي كل من النعمة، تمبدغة....و بالمناسبة في عام 2015 كانت الأشغال متقدمة بشكل ملحوظ في هذا الجزء و لا أعرف إن كانت المناطق الخاضعة لهذا الخط استفادت فعلا من المياه، عمليا أظن أن الأعمال انتهت او أشرفت على النهاية في هذا الجزء، و إن كانت هذه الفرضية صحيحة، لماذا يتم تجاهل ساكنة ولاته بهذه الطريقة، علما بأن البحيرة( مشروع أظهر ) لا يبعد سوى 40 كلم من المدينة المنسية، أم أنه هنالك تسييس مقصود في جل مشاريع الدولة، يتم مثلا توفير المياه لأكثر المناطق نفوذا بمعنى آخر أكثر المناطق التي لها نصيب و تواجد في سلم الحكومة.
#اسقو_ولاته_من_مياهها