أول تقرير حقوقي يرصد غياب الخدمات الأساسية فى " آدوابه "

أربعاء, 2018/05/02 - 17:42
رئيس المنظمة وبعض أعضاء مكتبها

قالت منظمة بيت الحرية للدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الرق إن مظاهر الحرمان فى مجالات الخدمات الحياتية بكل أنواعها موجودة فى مناطق آدوابه بمثلث الفقر بولاية لبراكنه 

وقالت المنظمة فى تقرير لها حول ما وصفته  "بانتهاك حق العيش الكريم وغياب الخدمات الأساسية فى آدوابه " إن جولة لفريق منها قادته إلى نماذج من هذه المناطق جعلته يقف على مستوي الحاجة الكبير وتدني كل الخدمات وخاصة فى قري اركوك 1 اركوك 2 اركوك3  بمقاطعة مال ومنطقة الجوت بمقاطعة مكطع لحجار .

المنظمة قالت فى تقريرها إن الماء الصالح للشرب لا يمكن الحصول عليه إلى بمشاق كبيرة في هذه المناطق حيث يجلب بعض سكانها المياه من منطقة تبعد 15كلم على ظهور الحمير فى أرض كثيرة الرمال وهذه المهنة الشاقة يتولاها الأطفال والنساء أغلب ساكنة مناطق آدوابه كما يوجد بئر ارتوازي واحد فى أدباي الجوت لكنه غير صالح للشرب بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيه ما جعلهم يلجؤون لمقاطعة مكطع لحجار التي تبعد عنهم حوالي 15 كلم عبر طريق وعرة يقول التقرير 

أما فى المجال الصحي فتحدث التقرير عن عدم وجود أي نقطة صحية فى هذه المناطق أو أي مرفق صحي حيث يتم نقل المرضي إلى مناطق بعيدة وعلي حساب ذويهم وهو ما يشكل خطرا على صحة هؤلاء خصوصا فى حالات حرجة مثل الحمل والحالات التي تتطلب تدخلا طبيا عاجلا خصوصا خلال فترات انتشار الحمي فى فصل الشتاء والخريف حيث يتم نقل المرضي إلى تجمع بورات التي تتوفر على نقطة صحية بدائية تتجلي مهمتها فى إحالة المرضي إلى ألاك أو مكطع لحجار وغالبا ما تنتهي الرحلة بانواكشوط على حساب ذوي المريض المعدمين حسب التقرير 

" جانب من الحضور "

التقرير قال إن التعليم منعدم كذلك فى هذه المناطق حيث لا توجد أي حجرة دراسية فى هذه القري الثلاثة باستثناء اركوك 1 حيث تم بناء قسم بجهود أبناء القرية أنفسهم منذ ما يقارب العقدين وقد توقف فيه التدريس منذ أربع سنوات نتيجية غياب المدرس  أما غير هذا القسم فلا وجود له إلا قسم تعليم أهلي محظرة للقرآن الكريم يشرف عليها شيخ من خارج القرية يتقاضي راتبا كان أهل القرية يجمعونه قبل أن يتطوع به محسن حسب التقرير 

كما رصد التقرير مظاهر الجفاف وتأثر السكان به حيث قضي على مصادر عيشهم المعتمدة على الزراعة وبعض الماشية لتكون هذه السنة سنة صعبة عليهم تنضاف إلى المعاناة الكثيرة والمتعددة الأوجه 

التقرير قال إنه بالإضافة إلى الحالات المعيشية المزرية للسكان فإن غالبيتهم تسكن فى أعرشة متهالكة لا تقيهم من لفح الحر صيفا ولا زمهرير البرد شتاء وما يوجد فيها من أفرشة وأغطية كله متهالك 

وختم التقرير الحقوقي بالقول إنه بناء على هذه المعطيات فإن آدوابه يعيشون ظروفا صعبة تتجمع عليهم قساوة المناخ وقلة المياه وانعدام الصحة وغياب التعليم ويعيشون فى عزلة تامة عن كل ما يمت للتحضر بصلة ويعانون من تهميش وتغييب تام عن الالتحاق بركب الحياة يعيق تقدمهم ويشكل سلبا تاما لحقوق الإنسان وانتهاكا صارخا لكرامته عن طريق حرمانه من الخدمات والحقوق الأساسية 

وقد أشفع التقرير بنقاش حضره عدد من الحقوقيين تحدث عن إشكالات الظاهرة والحاجة الماسة وطرف معالجتها ورفع الصوت بها من طرف الجميع