موريتانيا: تنافس على رئاسة اتحاد الأدباء أملا في إنهاء الأزمة

خميس, 2015/04/16 - 17:14
جانب من مهرجان الأدب الموريتاني الذي ينظمه اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين (السراج - أرشيف)

تقرير نقلا عن صحيفة (السراج الأسبوعي) ..

عبر عقود من الزمان قرر عدد من رواد الأدب الموريتاني الشباب إنشاء اتحاد للأدباء والكتاب الموريتانيين استطاع خلال أربعين سنة أن يجمع العديد من أساطين الثقافة والإبداع الأدبي والفني حوله.

 

لكن اتحاد الأدباء الموريتاني الوليد عاني عبر سنوات من شيخوخة مكاتبه التنفيذية وتحول العديد من منابره الثقافية التي كانت تهدف إلى إشاعة رسالة الأدب إلى مصطبة للمصالح – حسب كثيرين -.

 

وقد دفعت الأزمات التي مر بها الاتحاد العديد من الشخصيات المؤثرة فيه إلى الدخول في اتهامات متبادلة بالتقصير في أداء المهام، ولعل أبرزها كانت استقالة عدد من الأدباء الشباب من الاتحاد على خلفية استئثار القبلية والمحسوبية بنصيب الأسد في مكاتبه.

 

 

عرقلة مطامح مبدعين

ويرى د المختار الجيلاني أستاذ اللسانيات بجامعة نواكشوط "أن جملة من المتغيرات الجديدة لم يتم أخذها بعين الاعتبار بعد انتهاء رئاسة كابر هاشم لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين"، مؤكدا أن أهم تلك المتغيرات، "جيل الشباب الصاعد متعدد المشارب والتوجهات ومجالات الإبداع، والمتطلع إلى الوصول إلى قمة الاتحاد، ثم التمويل الذي حظي به الاتحاد لاحقا من طرف الدولة".

 

ويضيف الجيلاني "أنه كان من نتائج المتغير الأول محاولة بعض الكتل الهيمنة على الاتحاد وشعور كتل أخرى بالتهميش والإقصاء، الأمر الذي بات يهدد بتفكك الاتحاد أو ظهور تنظيمات بديلة عنه"، فيحين اعتبر أن "من نتائج المتغير الثاني أن كثر الطامعون وقل الطامحون، وانصرف الاهتمام إلى الغنيمة بدل التخطيط للاستفادة من المال في تطوير الأدوارالتي يضطلع بها الاتحاد، وتوظيفه لدعم الإبداع وتحسين صورة الأديب والكاتب والمثقف داخل البلاد وخارجها".

 

 

ورأى الجيلاني "أن الوضعية الجديدة للاتحاد تتطلب أولا تغيير النصوص المنظمة لعمله، على نحو يعيد هيكلة الاتحاد، ويضمن حضور كل الكتل وإشراكها في تدبيروتسيير شؤونه، وتقليص المكتب التنفيذي، وتفعيل المجلس الأعلى وإعطائه دورا رقابيا على التسيير الإداري والمالي، إضافة إلى ضمان التسيير الشفاف والمعقلن لموارده وتوجيهها لخدمة أهدافه النبيلة".

 

 

 

قوى تعيق الوسط الثقافي .. !

 

أما الشاعر الشيخ ولد بلعمش مرشح أمير الشعراء في النسخة الخامسة فلا يرى أن هنالك أزمة داهمت الاتحاد "إلا ما كان من تأخير المتقدم و تقديم المتأخر و إضافة المحذوف و حذف المضاف ... و تعتبر هذه الأمور مسائل عادية فهي قديمة في كل وسط أدبي أيا كان زمانه و مكانه" .

 

وقد ألقى باللائمة على البنية المجتمعية نفسها معتبرها – ولد بلعمش – "تقف عائقا أمام التحديث و أن شخصنة الأمور تطغى على المشهد مما يعيق فعل أشياء مميزة، في الحقيقة كلها أسماء تحظى بقبول و احترام لكن لا تتوقعوا حدوث شيء و لا أي تطور أيا كان الفائز - رغم أملي بوجود مرشح وحيد - فالقضية أكبر من رئيس لاتحاد الأدباء إنها قوى إعاقة داخلية و في الوسط الثقافي ككل"..

 

 

الانتخابات أمل الخروج من الزجاجة

 

الشاعر جاكيتي الشيخ سك عضو نادي القصيد الموريتاني ومرشح أمير الشعراء السابق يرى أن هنالك أزمة تتمثل في الفترة الأخيرة التي يراها نتيجة لسوء الفهم والمعاملة التي تعامل بها الرئيس المنصرم ومن كانوا يحومون حوله، فبعد أن اتفق الجميع على تغييرات جذرية تجعل من الاتحاد مؤسسة مدنية حقيقية، كان هؤلاء مصرون على التعامل التقليدي المُقصي لكل القوانين المنصوص عليها" مؤكدا  أن المكتب التنفيذي لم يجتمع إلا لمحاولة احتواء احتجاج داخلي" معتبرا "أن الانتخابات أمل الخروج من عنق الزجاجة".

 

وأضاف الشيخ سك "أنه رغم كل المحاولات الفاشلة، حاولوا التعامل مع المغاضبين عن طريق تأثير العلاقات الشخصية، بينما كان هؤلاء يريدون شيئا واحدا هو احترام قوانين الاتحاد وإعطاء كل أمين تنفيذي دوره، دون أن يقتصر الأمر على أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، مما أدى إلى شلل الاتحاد وتخبطه وفشله فشلا ذريعا في كل ما كان مخططا له لهذه المأمورية، فتم تبديد الميزانية الضخمة التي تقدمها الحكومة للاتحاد، وذلك بإنفاقها على غير وجه حق لتذهب إلى جيوب أشخاص يعرفهم القاصي والداني".

 

 

ناجي الإمام الأقدر على التغيير

 

يرى عديدون أن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين لا يعاني من مشاكل ومن بين متبني هذا الطرح الشاعر أبوبكر ولد المامي بل ويعتبره في هو في أحسن حالاته من حيث إن الرئيس السابق بكل ديمقراطية أعلن انسحابه مفسحا المجال لغيره من الأدباء للمنافسة الشريفة على منصب الرآسة" .

 

ولكن المامي يرى أن الاتحاد "يعاني من حالة مزمنة من الخمول والجمود والعجز عن لعب دوره الذي أنشأ من أجله من تحريك للساحة الثقافية وتشجيع للمبدعين، مفندا أن الإتحاد سبق وأن شهد أي تبادل للسباب أو الشتائم مضيفا أنهم في الإتحاد يتقدمون  إلى الأمام بخطوات ثابتة مؤكدا أمله الكبير في الانتخابات آلتي يجري التحضير لها" معتبرا مرشحه ناجي محمد الإمام هوالأقدرعلى التغيير.

 

 

ولد احظانا مرشح الخبرة

فيما رأى الدكتور سيدي ولد أمجاد أن مؤهلات مرشح رئاسة الاتحاد محمدو ولد احظانا كثيرة وأن ترشحه لم يجئ من طرفه هو نفسه وإنما جاء من طرف ثلاث كتل انتخابية وازنة في الاتحاد اتفقت على ترشيحه على حد قوله.

 

واعتبر ولد أمجاد مشروع ولد احظانا الإصلاحي للاتحاد هادفا للنهوض به كمؤسسة جامعة لكل المبدعين والكتاب ومواجهة حضارية حقيقية لموريتانيا الثقافية اليوم بدون إقصاء او تهميش لأي طرف في أنحاء البلاد"، مؤكدا أن  التصور الذي تقدم به احظانا لقيادة الاتحاد يقوم على رؤية واضحة في مجالي التغيير والتطوير بنيويا وثقافيا ضمن خطة شاملة للفعاليات الثقافية الكبرى والمشاريع الطموحة والخروج بالاتحاد من ربقة المركزية الشديدة في نواكشوط إلى جميع رحاب الوطن وولاياته المختلفة".

 

وعن تأثير هذه الانتخابات في المشهد الثقافي يقول ولد أمجاد  "إنها ستحرك الكثير من المياه الراكدة فالاتحاد لم يعد كما كان في السنوات البعيدة الماضية كيانا صغيرا بل أصبح أعضاؤه بالمئات وجزء من الرؤية الثقافية العامة المؤثرة في البلاد وصناعة الرأي العام والقرار".