قل للمخلَفين عن المسيرة

خميس, 2019/01/10 - 13:34
محمد محمود ولد سيدي يحيى.

لم تكن مسيرة الأربعاء العظيم مسيرة يوم ولا خروج ساعات، ولكنها كانت تعبيرا عن مسيرة شعب، وتتويجا لمسيرة قائد، وتأسيسا لمنعطف وطني كبير..

فالرجل الذي داوى جراح الإرث الإنساني بصلاة الغائب، ونقل آلاف الأسر من أحياء البؤس إلى أحياء الترحيل، وحول مثلث الفقر إلى مثلث للأمل تعبره الطرق المعبدة من الجهات الأربع، وتسقيه مياه آفطوط الشرقي، وتوزع فيه التحويلات النقدية لآلاف الأسر الفقيرة..

إن هذا الرجل الذي جرم العبودية في الدستور، وأنشأ محاكم لمحاربتها، وأطلق وكالة التضامن لمعالجة آثارها، لجدير بأن يتصدر مسيرة الوحدة الوطنية، ويكون على رأس دعاة الأخوَة والتآلف..

كان خروج أمواج البشر المتلاطمة في مسيرة الأربعاء تعبيرا عن التحام الشعب بالقيادة، ورفضا للأصوات المبحوحة التي تريد أن تملأ الفضاء الافتراضي بدعايات الفتنة والتحريض..

وجاءت رسائل القائد أمام الحشود التي لبت نداء الوطن رسائل واضحة وغير مشفرة:

- لا تسمحوا للأقلية أن تسيء إلى حرياتكم ووحدتكم.

-  باحترام القانون والالتفاف حول الجيش الوطني تواجهون الأصوات المنكرة.

- بناء الإنسان الموريتاني المتعلم صمام أمان المستقبل.

ما كان لقلة من أهل السياسة ومن حولهم من دعاة حقوق الإنسان أن يتخلفوا عن مسيرة تدعو إلى الوحدة ونبذ خطاب الكراهية والتطرف..

بأي وجه يستطيع هؤلاء أن يبرروا غيابهم عن يوم وطني كبير؟ ألم يأن لهم أن يعلموا أن سياسة المقعد الشاغر هي التي أوردتهم المهالك؟ وجعلتهم أقلية تتناقص شعبيتها في كل موسم؟

ألم يعلموا أنه إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية؟ وأن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار؟

كره المخلفون عن المسيرة أن يسيروا خلف رئيس الجمهورية، وقالوا لا تنفروا في الصبيحة، ونسوا أنه في الصباح يحمد القوم السرى..

أشاعوا أن الأمر يتعلق بالمأمورية، فجاءت حشود الأربعاء العظيم لتقول لهم إن شخصا بحجم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز يمتلك شرعية أكبر من المأموريات والأقفال الدستورية..

فرح المخلفون عن المسيرة بسقوط لافتة، وما دروا أنهم سقطوا سقوطا مدويا في امتحان الوطنية الحاسم..

لقد كشفت مسيرة الأربعاء العظيم عورة باعة الوطن، والمتاجرين بسوق النخاسة الدولي، حين بدت أحلامهم صغيرة، وبرامجهم شخصية لا تتجاوز حساباتهم الضيقة..

قل للمخلفين عن المسيرة، إن وتيرة التنمية أسرع من مماطلاتكم، ومستقبل الأمة لن يكون رهن مساجلاتكم، والموريتانيون قد حزموا أمرهم متمسكين بالمسيرة وقائد المسيرة.