
كان ذالك منذ بضع سنين حين كنا نتفيأ ظلا وارفا... أم نتسابق إليها جميعنا يوم الجمعة فنجتمع فى ذالك البيت المتواضع المليئ بالحب والحنان يفوح من جنباته عطر تلاوة القرآن وتتراد فى جنباته الرحمات كأنما تراها وتلمسها وتتذوق طعمها العجيب ...
كان أخونا الأكبر يذكرنا كلما راى نشوة طيب اللقيا قد أخذت بأزمتنا وأطربنا اجتماع الشمل وبدأت الوالدة تسمعنا أحد أشرطتها المفضلة (نظم الغزوات مثلا للقاضى سيلوم يتلوه الأستاذ أحمد ولد اخليل بصوته العذب يقول لنا ( لايغرنكم طيب الإجتماع فمن بعده فرقة ) !! رحمه الله ورحم الوالدة وأطال أعمار البقيه سرح بي الخيال وأوقفنى على تلك الدار فرأيتنى أنشد مع زهير:
وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم
فلما عرفت الدار قلت لربعها ألاعم صباحا أيها الربع وأسلم
وماكدت أفرغ حتى تذكرت قول عنترة بن شداد:
يادار عبلة بالجواء تكلم وعمى صباحا دار عبلةوأسلم
وتحل عبلة بالجواء وأهلنا بالحزن فالصماء فالمتثلم
حييت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
ثم حضرنى قول المتنبى:
لك يا منازل فى القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل
وظل الخيال يطوح بي حتى أبكاني مع كل باك ولا ضبر فاختلاف السبب فكله وجد وحب وذكرى مهيجة.
بارك الله لكم فى جمعتكم وجمع فيها شملنا واياكم بمن نحب وصلى اللهً على الحبيب الذى يفوق حبه كل حب.