سبق صاروخ مائة  ألف صاروخ / سيدى محمد النعمان

خميس, 2021/05/20 - 20:58
سيدى محمد النعمان

ترى أين المثبطون الذين كانوا يقولون مع بداية صواريخ القسام لما كانت في أطوارها البدائية، كان هـؤلاء يصرخون بأعلى أصواتهم أن هذه الصواريخ لا تخيف حتى القطط، يومئذ كانت صواريخ القسام لا يتجاوز مداها كيلومتر واحد أوإثنين وكان يحلو لمن يدورون في فلك المطبعين أن يسموها بالصواريخ العبثية التي تضر ولا تنفع، حيث أنها تجلب ردة فعل أكبر من بني صهيون وتكون سببا في خراب غزة ودمارها.
 لكن في نفس الوقت كان العدو يعي ذالك الخطر ويقوم بإغتيال المسؤولين عن تطويرها ويرى فيها خطرا داهما إن لم يتم وأده في مهده، يومها كان المطبعون المنهزمون يقولون أن هذه الصواريخ لا تجدي وتدفع اليهود إلى إرتكاب مجازر بحق الفلسطينيين لكن مع التطور الذي شهدته بفضل الله صواريخ المقاومة والمخذولة من الجميع من العرب والعجم مسلمهم وكافرهم يتبين يوما بعد يوم أنهم الأولى بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي جاء بعدة طرق ورواه أحمد في مسنده واللفظ له " لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلاماأصابهم من لأواء حتى ياتي أمر الله وهم كذالك " قالوا يارسول الله وأينهم قال ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس. 
وإن تعجب فعجب تشابه هذه الحادثة مع ما جرى إبان الإستعداد لغزوة تبوك وتجهيز جيش العسرة فماكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أن ندب المسلمين إلى الإنفاق فكان بعض الفقراء من المسلمين يتبرع بمالديه ربما بدرهم أو دريهمات كان المنافقون وهم المثبطون يومئذ يسخرون من صدقة هؤلاء وأنها لاتغني شيئاحتى قال قائلهم إن الله لغني عن صدقة هؤلاء، فبين لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم أن العبرة بالجهد حين قال "سبق درهم مائة ألف درهم" كما أخرجه النسائي ، كما جاءالقرآن بالوعيد لهؤلاء " الذين يلمزون المطوعين من المومنين في الصدقات والذين لايجدون إلاجهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم".
فقد بين القرآن أن العبرة بجهد الإنسان إذ لايكلف الله نفسا إلا وسعها وقصة أصحاب السبت التي بين الله فيها أن الذين أخذوا بالأسباب كان ذالك إيذانا بأن أضحوا من الفئة الناجية " حيث قال تعالى في نهاية قصتهم "فلمانسوا ماذكروابه أنجيناالذين ينهون عن السوء. صدق الله العظيم
 يتبين من ما سبق ومن سنة الله في خلقه  أن العبرة بالجهد وبالسبق فقد قال تعالى "لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل" وعليه فإن درهما قد يكون خيرا من ألف درهم كما أن صاروخا قد يكون خيرا من ألف صاروخ.