
منذ ظهور جائحة كورونا،وانتشارها على مستوى العالم ،وانهيار الأنظمة الصحية العالمية ،وتوقف المطارات عن الحركة،بدأ يطفو على السطح، الحديث عن الخسائر الاقتصادية الفادحة ،وتجريد المئات من اليد العاملة من الوظائف،خاصة بعد إعلان الكثير من الشركات إفلاسها.
ميناء الصداقة بالعاصمة نواكشوط ،والذي يشهد أكبر حركة تجارية في البلد ،تغيرت فيه انسيابية الحركة بعد ظهور جائحة كورونا ،وانعكست بشكل كبير على شريحة الحمالة ،اللتي تشكل القلب النابض في الميناء.
شيخنا ولد مجيد حمال في حاويات الميناء ،منذ مايزيد على عقدين من الزمن ،تراجع دخله المادي متأثرا بمقتضيات الجائحة،حيث عاش فترة يعتبرها الأصعب في حياته منذ أصبح حمالا.
يقول شيخنا:"كنت أتقاضى 7000أوقية قديمة في أسبوع أو أسبوعين أنا وغيري من الحمالة،وكنا نعمل بدون قيود ،على مدار اليوم .
ومنذ ظهور الفايروس ،تراجع دخلي بشكل كبير وتقلصت ساعات العمل نتيجة لحظر التجول ،إذ كنا نعمل حتى في وقت متأخر من الليل قبله.
التجار أوقفوا استيراد البضائع ،وتوجسوا خيفة من انتشار العدوى ،مما جعل الحركة مشلولة بكل المقاييس.
أحيانا أمضي نصف شهر بدون دخل ،وإن تقاضيته يكون أقل من الفترة السابقة."
حالة شيخنا تنطبق على جميع الحمالة ،والبالغ عددهم 2500حمال، بحسب إحدى النقابات ،حيث يتشاركون نفس المصير ،وتجرعوا مرارة الجائحة التي أجبرتهم على التكيف مع نمط مغاير لم يتعودوا عليه.
.
أكه ولد مسعود نقيب حمالة الميناء ،يؤكد ماتطرق إليه الحمال شيخنا سابقا ،ويؤكد أن الوضعية المادية بدأت تتحسن بشكل كبير منذ شهر مارس الماضي،
يقول النقيب"كان الوضع سيئا للغاية ،وكان العمل معدوما ،ولم تتوفر لنا أي إجراءات وقائية،حيث كنا نحشر في باص واحد دون أي احتراز ،مما جعل القلق يفاقم المأساة .
كنا في وضعية كارثية حتى ظهر مكتب SOGETRAp SARL في شهر مارس الماضي من العام الجاري.وبدأت الحركة تنتعش رويدا رويدا نافضة بذلك غبار مخلفات الجائحة
تحسنت الوضعية شيئا فشيئا منذ تولي المشروع مسؤولية شريحة الحمالة.
تغير وضعية الحمالة من ناحية الدخل ،وعودتها إلى مستواها الأول المعهود،لم يكن كافيا بحسب غالبيتهم،
فهناك متطلبات أخرى لم تتحقق ،رغم أنها مشروعة من طرف الحكومة التي أقرت ووعدت بتنفيذها.
يقول الحمال الحسين ولد أحمد باب :"صحيح أن الأوضاع تغيرت وبدأت تتحسن ،لكننا الآن نطالب بالاكتتاب الذي أمرت الحكومة منذ بداية العام الجاري، والتأمين الصحي ،فرئيس الجمهورية أشرف خلال الفترة الماضية على انطلاقة تأمين 100أسرة ،لكننا لم نستفد .
طالبنا بذلك كثيرا ،وتدخلت النقابات ،لكن بدون جدوى، أوامر الحكومة بشأن الاكتتاب لم تطبق ولا ندري مالسبب وراء ذلك.
التكوين الذي قررته الحكومة للحمالة لم ير النور أيضا ،
ومازلنا ننتظر..."
الحمالة في زمن كورونا تغيرت وضعيتهم إلى الأسوأ،كما هو حال جميع القطاعات على مستوى العالم
وبعد صحوتهم من الجائحة ،يبقى انتظار الاكتتاب وإدراجهم في المستفيدين من التأمين الصحي الذي أقرته الحكومة خاصة مع حقوق التقاعد ،السيّدَ للموقف.
فطبقة الحمالة تعتبر العمود الفقري لعجلة التجارة في ميناء الصداقة.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH-صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية بكندا