الأولوية للمهمّشين فى برنامج " تعهداتي" / محمد محفوظ المختار - كاتب وصحفي

جمعة, 2021/11/05 - 15:42

كان الاهتمام بالطبقات المهمشة وفئات المجتمع الضعيفة أول ما يخطر ببال المتابع لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية منذ خطاب إعلان ترشحه للمنصب بداية مارس 2019 وخطاب برنامج إعلان "تعهداتي" في مطلع أغسطس من نفس العام، وكان هذا الاهتمام ليضيع داخل الكلمات ويختفي بين الأحرف لولا حضوره الطاغي في تفاصيل عمل الحكومة فيما بعد، والذي أوضح أن العناية بالمستضعفين ومنحهم الأولوية لم يكن شعارات انتخابية بقدر ما كانت شعورا بالمسؤولية اتجاه هؤلاء، ومحاولة جادة من أجل التخفيف من أوضاعهم التي وجدت أخيرا من يدرك هشاشتها ويحاول أن يحسن منها.
كان إنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" هو التجسيد الفعلي لهذه الرؤية وكان يمكن أن تكون هذه الوكالة كسابقاتها ممن لم ترع في الضعفاء إلا ولا ذمة، وتبقى مجرد أبنية تندثر في أروقتها أحلام البسطاء وأنات المحتاجين وتتيه في دهاليزها أوجاع  المرضى وآلام الضعفاء ، لكن إرادة سياسية وجدت لتنهض بهذه المسؤولية وتؤديها على أحسن وجه فكانت برامج "داري" و"أمل" و"الشيلة" و"التكافل" وأخيرا برنامج "البركة" الذي تشرف عليه حاليا البلديات في مختلف نواحي الوطن.  كانت كل هذه البرامج تستهدف المواطنين الأكثر احتياجا والأقل قدرة على مواجهة تحديات الحياة، ساعية إلى تقوية البينة الاقتصادية لهم ومنحهم من الوسائل المادية والمعنوية ما يوفر لهم حياة كريمة ويعطيهم حافزا قويا للمساهمة الفاعلة في البناء الاجتماعي الذي جاء برنامج "تعهداتي" ليجسده على أرض الواقع.
لم يقتصر حضور الاهتمام بالضعفاء في عمل المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" بل كان للاهتمام بهم حضورا مشهودا في برامج "أولوياتي" و"أولوياتي الموسع" و "الإقلاع الاقتصادي" الذي تولى فخامة رئيس الجمهورية بنفسه الإعلان عنهم على فترات متقاربة على مدى سنتين من حكمه مضت حتى الآن.
كل هذه الجهود والبرامج جاءت لتعزيز حقوق مواطن موريتاني شعر بكثير من الغبن والتهميش بل والاقصاء في غابر الأيام. لكن طموح برنامج "تعهداتي" الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية إلى الحكومة بغية تجسيده لم يقتصر على العناية بهذا المواطن بل جاء بحافز جديد من أجل الحث على الاهتمام بحقوقه وتجسد ذلك بمصادقة مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير  يوم الاربعاء 03/11/2021 على إنشاء جائزة وطنية لحقوق الإنسان واللحمة الاجتماعية تقدم كل سنتين لأكثر الشخصيات حضورا في هذا المجال. 
إذن المواطن الضعيف هدف محوري في برنامج تعهداتي والسعي لخدمته غاية يسعى فخامة رئيس الجمهورية إلى المزيد من ترسيخها سواء من خلال عمل الحكومة أو من خلال توفير حافز وطني قوي لذلك.. كل ما سبق يجسد حقيقة أن ما وجدته هذه الطبقات الفقيرة من العناية خلال عامين في ظل "تعهداتي" لم تجده في ما مضى .. فإرادة فخامة الجمهورية في هذا الاتجاه هي العامل الحاسم الذي لولاه لما كان المواطن الضعيف اليوم شيئا مذكورا.