منتدى العلماء: ترخيص المحظرة وجودها

جمعة, 2016/03/18 - 20:24

نظم منتدى العلماء والأئمة في موريتانيا مساء الجمعة 18 مارس 2016 محاضرة تحت عنوان "المحاظر صمام أمان المجتمع" شدد فيها المحاضر شيخنا ولد سيد الحاج على حماية المحظرة وعدم إعاقتها، بل يجب في المقابل "أن تتوجه الجهود إلى تطويرها دون المساس بأساسها وجوهرها حتى لا يقضى عليها"، وأضاف أن ترخيص المحظرة وجودها فهي _حسب الشيخ_ لا تحتاج ترخيصا من إدارة ولا وزارة ولا أية جهة.

الشيخ تحدث أيضا عن نشأة المحظرة مع عبد الله ابن ياسين في القرن الخامس الهجري في "التيدرة" شمال انواكشوط، وعن موسوعيتها رغم ظروف البداوة والارتحال حتى طغى ذكرها وجثى علماء الأمصار لخريجيها حيث كان يصحح علماء الأزهر _مثلا_ نسخة القاموس المكتوبة على محمدمحمود ولد التلاميد وهو يلقيها من حفظه، هذا بالإضافة إلى موسوعية أستاذ المحظرة حيث كان يأتي الطالب فيبادره شيخه "مَشِّ" أي قدم درسك دون سابق إبلاغ عما يود الطالب دراسته.

أما عن دور المحظرة فقد ساق الشيخ عدة أدوار لعبتها المحظرة الشنقيطية بدءا بدورها الدعوي حيث تمدد الإسلام في القارة بتمدد حركة العلماء الشناقطة كما انتشرت لغة القرآن كخيط ثقافي ناظم لجميع المكونات، مرورا بدورها السياسي حينما كانت البلاد سائبة فلعبت المحظرة دور الحافظ للأمن والطمأنينة؛ تطفئ نيران الحروب وتفض النزاعات من خلال شيوخها وإذعان الناس لحكمهم، إضافة إلى وقوفها في وجه المستعمر عبر التعبئة الشعبية للجهاد والوقوف ضد المسخ الثقافي لتتعثر جهود المستعمر لنشر ثقافته عبر التعليم منذ البداية، وتمثل الشيخ شيخنا على ذلك بأقوال لحكام فرنسيين تثبت صلابة العقبة المحظرية التي جوبهوا بها.

ليختتم الشيخ المحاضرة بضرورة الحفاظ على المحظرة كصمام للحمة المجتمع، حيث المساواة دأبها والبساطة طابعها العام والتكافل ميزتها، فلا فرق عند الشيخ المحظري بين العالم والجاهل ولا الصغير والمسن فالكل في الدرس سواسية، ولا يحتاج الطالب المحظري إلا إلى لوح خشبي وقصب مبري ودواة وحبر من الفحم والصمغ وعريش للسكن، أما بقية الحاجات فكفيل بها زملاء المحظرة والشيخ ومجتمعه الذين يصرفون على طلبتهم، ويقدمون خدمة التعليم مجانية، وأكد الأستاذ شيخنا ولد سيد الحاج أنه لا شيء من ذلك يحتاج ترخيصا بل كل ما تحتاجه المحظرة هو الدعم والمعونة.