جميل منصور تلاحقه أربع دوائر

خميس, 2016/11/03 - 10:29
محمد الامين سيدي مولود

الرئيس جميل منصور سياسي محنك ومفكر كبير وخطيب مفوه. ولو سألنا أي شخص اليوم عن أسماء 3 إلى 5 من أهم سياسيي البلد على الاطلاق لكان اسم الرجل ضمنهم بكل تأكيد مهما كان الخلاف معه.

تلاحق جميل ثلاث أو أربع دوائر يندر أن تلاحق أيُّ منها أيَّ سياسي وتقوم له قائمة، أحرى أن يتبوأ الصدارة. الدائرة الأولى دائرة الايديولوجيات، فأي سياسي مؤدلج هنا يعني تلقائيا وقوف التيارات الايديولوجية الأخرى ضده حتى ولو كان بحجم عقلانية جميل وإنصافه، والدائرة الثانية الدائرة "الأمنية" فمنذ التسعينات والرجل يلاحقه "الأمن" بكل أنواع التضييق والتشهير، ورغم ذلك لم تؤخذ على الرجل أي منقصة مالية أو أخلاقية رغم مشواره الطويل. أما الدائرة الثالثة فهي الدائرة الاجتماعية حيث لا تشفع للرجل خلفيته الاجتماعية في مجتمع معقد متعقد، ويغلب فيه تأطير الزوايا لكل ما له علاقة بالدين ـ أو يحتكرون عالم الغيب على حد تعبير عالم الاجتماع عبد الودود ـ والرجل يقود حركة "سياسية ـ دينية".

من أبرز الأخطاء المحسوبة على جميل تلك الأخطاء التي تحسب على تياره وحزبه، وهنا يتداخل المؤسسي مع الشخصي فلا يمكن تبرئة شخص من أخطاء حزب يقوده، كما لا يمكن حمل أخطاء مؤسسة على شخص واحد ولو كان رئيسها، ومن بين هذه الأخطاء التذبذب الشديد في مسار الحزب من المعارضة الراديكالية إلى المشاركة في حكومة يقودها رموز فساد وحافظت على التطبيع (حكومة سيدي) ثم العودة إلى المعارضة الناطحة بعد الإنقلاب ثم المعارضة الناصحة، ثم تجربة التثوير التي فشلت فيها المعارضة عموما ـ بما فيها صاحب التعليق ـ وكان أكبر خطأ شخصي للرجل هو قصة اليمين الشهير، ورغم أنه مبني على معلومات راحت كل المعارضة ضحيتها فإن اليمين نفسه لا ينجسم مع حصافة جميل. كما أن اعترافاته بخصوص حركة حاسم لم تكن موفقة وإن كان حينها شابا حدثا لما يكمل عقده الثالث، ثم يأتي خطأ الصلاة خلف القذافي بالشراكة مع أغلب المعارضين، وطبعا الموالين، الذين يستنكرون اليوم فعلة شاركوا فيه !!

جميل يحب المؤسسية، ويغلب طابعُه النخبوي طابعَه الجماهيري، وفي هذه عرقلة لتمدد شعبيته، كما أنه تقدمي في رؤيته للوحدة الوطنية وقضايا حقوق الانسان والمرأة، وبينه وبين أغلب تياره مسافة ضوئية.

جميل عبء على حزبه بسبب صعوبة سد فراغه.

 

الكاتب : محمد الامين سيدي مولود