رمضان ينعش تجارة السبح والكتب الدينية والمساويك

خميس, 2016/06/30 - 12:25
رمضان ينعش تجارة السبح والكتب الدينية والمساويك

تعرف تجارة السبح والكتب الدينية ازدهارا لافتا في شهر رمضان بنواكشوط ، فيحرص العديد من الباعة المتجولين إلى تطعيم معروضاتهم بمثل هذه السلع لما تدره من دخل وفير .

على الأرصفة ومن على عربات الدفع وطاولات العرض تتراص أنواع السبح بأشكالها الزاهية وبمختلف الأطوال والأذواق ، فيما لا يخفي الكثير من المارة في رمضان سبحاتهم كنوع من الارتباط بالأجواء الايمانية في هذا الشهر وللابتعاد عن اللهو ولغو القول..

يجاهد الفتى أحمد جالو بكلتا يديه وهو يحمل رزمة من المصاحف والكتب الدينية وبعض السحب لبيعها في ضواحي عمارة "أفاركو" وللمترددين على بعض المكاتب الحكومية القريبة ، إنها تجارة رمضان التي لا تقدر بثمن، فالزبون يشتري بالكثير من التسامح ولا يناقش غالبا في التسعيرة ، فهو يحتاج إلى مصحف للقراءة فيها أوقات فراغه في العمل أو إلى سبحة يمضي بها ساعات الدوام ذكرا وتسبيحا.

ولا يرى جالو أي تأثيرات للسبح الالكترونية أو العدادات اليدوية التي غزت الأسواق مؤخرا على شراء السبح التقليدية والتي لا تزال تحظى بقبول كبير لدى النساء وكبار السن على حد تعبيره.

كما لم تؤثر الهواتف الذكية على بيع النسخ المطبوعة من المصاحف خاصة من الأحجام المتوسطة والصغيرة وبقراءة ورش .

في السوق المركزي بنواكشوط يتجول باعة السبح والكتب الدينية والذين هم في أغلبهم من الأحداث والأطفال حيث يمثل رمضان فرصة لانتعاش تجارتهم.

صغار في مهام بيع الكتب

الطفل محمد محمود 9 سنوات "، أحد هؤلاء الباعة يقوم ببيع المسابح والمصاحف هو وأصدقاؤه بوسط المدينة ينطلقون في ساعات الصباح الأولى كل لحال سبيله ويلتقون أوقات الظهيرة عند نقطة محددة بالسوق ليحدث كل منهم عن مهاراته في البيع ، ويباهي بالارباح التي تمكن من جنيها من تجارته المجزاة .

يقول محمد محمود إنه يشتري المصاحف وبعض كتب المتون الفقيهية والأدعية من مكتبات وسط المدينة ليبيعها بما يحقق له أي ربح فالتسامح هو الطابع العام في مثل هذه المواسم معربا عن سعادته بهذا العمل الذي استطاع من خلاله أن يساعد أسرته على تحمل النفقات اليومية في شهر الصيام، مؤكدا أنه خلال رمضان الماضى باع كمية كبيرة من المسابح، متوقعا أن يحقق نفس النسبة المرتفعة للمبيعات خلال العام الحالى أيضا.

محمد ولد سيدي بائع في مكتبة للكتب الدينية والمجلدات والمصاحف غرب سوق العاصمة يقول إن شهر رمضان موسم ديني‏,‏ وبالتالي فإن الاقبال على اقتناء المصاحف والكتب الدينية يختلف تماما عن بقية شهور السنة‏,‏ ويفسر ذلك بقوله إن نسبة كبيرة من الرواد يأتون بهدف توفير اعداد كثيرة من المصاحف لتزويد المساجد بها‏,‏ أو للاقتناء الشخصي‏,‏ مشيرا الي ان كمية شراء الكتب الدينية تكاد تصل إلي‏100%‏ في شهر مضان‏,‏ وتقل عن‏10%‏ خلال بقية شهور السنة‏.‏

ولا يرى أن باعة هذه الكتب يمثلون سوى نسبة ضئيلة من الطلب رغم الجهد الذي يقومون به في التوزيع وملاحقة الزبناء لكن لوجود أطفال من بينهم فهم قد لا يراعون حرمة المصاحف ولا الكتب التي يحملون، فيدخلون بها كل الأمكنة ويعرضونها لظروف غير مناسبة على حد تعبيره.

منافع وتبادل للثواب

ومما يزيد من الاقبال على السبح يحرص الموريتانيون عادة إهدائها للوالدين والأقارب، كتقليد اجتماعي أصيل بداية شهر رمضان.

وقد ساعد تطور صناعة السبح وانتشار موضة السبح الأنيقة في زيادة إقبال الشباب والفتيات عليها.

وبشكل عام فالكثيرون يفضلون استخدام السبح الكبيرة "99 حبة"، ذات الأحجار المتوسطة الحجم، أما السبح الصغير "33 حبة" فتفضلها الفتيات والسيدات.

محلات وتجار السبح في سوق الميناء يؤكدون وجود نوعيات مختلفة من السبح وبحسب الأذواق بعضها محلي والكثير منها مستورد من بلدان كالصين وتركيا ومصر وسورية والسعودية ودول جنوب شرق آسيا".

ومع ذلك يظل للسبحة الموريتانية ما يميزها من خلال ستعمال العقيق الإفريقي والعربي، وصناعاتها من خامات بسيطة كالخرز والمنحوتات الخشبية والفضة، مما أوجد لها زبناء في أسواق دول غرب إفريقيا.

ومن حين لآخر تظهر موضات سبح جديدة تفنن الصناع المحليون في صنعها أو تم استيرادها من دول خارجية، غير أن أكثرها رواجا هي تلك التي تتمتع بدقة النقوش وجودة الخامة وفق باعة السبح.

سلع رمضانية بامتياز

وليست المسابح وحدها ولا الكتب الدينية ما يسوق على نطاق واسع في رمضان بل حتى مساويك الخشب من الأراك أو الشجر المعروف محليا ب"آتيل " ترتفع مبيعاتها.

يقول الشاب "موسى "، أحد بائعى المساويك المتجولين، إنه رغم استخدام بيع المساويك كمهنة له طوال العام إلا أن رمضان يعتبر شهرا استثنائيا من حيث زيادة أرباح مبيعاته .

ولا يرى أن بيع السبح والكتب سيكون أفضل من المساويك نظرا للحاجة اليومية إلى السواك في رمضان.

على مقربة كان أحد العاملين في جلب المساويك يجهز طلبيات من المساويك تم جلبها للتو من الداخل حيث تعبأ في حاويات من البلاستيك لضمان رطوبتها حتى تصل إلى الزبون.

محلات وطاولات بيع السجاد تعرف هي الأخرى رواجا في شهر رمضان عندما تكون سجادة الصلاة هي المرافق الدائم للكثير من المصلين خاصة في أيام الجمع.

وفي العشر الآواخر يحرص المعتكفون على اصطحاب سجادتهم إلى المساجد مما زاد من الاقبال عليها رغم تعدد أنواعها وخاماتها إلا أن متوسط سعرها لا يقل عن 1700أوقية كما يقول أحد الباعة قرب تقاطع مدريد جل معروضاته من السجاد أو الناموسيات.

رمضان ينعش تجارة السبح والكتب الدينية والمساويك
رمضان ينعش تجارة المساويك