
إعداد بنتا صو..
تعدد الزوجات "الظيار" كلمة تفزع المرأة بسماعها وتجعل بعض من السيدات يفقدن الصواب لمالها من تأثر نفسي عليها ،و قد تجعلها تفقد الثقة بنفسها و بزوجها ،في الجاهلية كان العرب يعددون الزوجات بلا حد لكن عندما جاء الإسلام وضع لهذه التعدد حد ،فقال صلى الله عليه وسلم لمن له أزواج " أمسك أربعا و فارق سائرهن "،و كان الشرط الأول في ذلك التعدد هو العدل بينهن قال تعالى "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة"هذا الشرط الذي يخل به العديد من الرجال في موريتانيا.
" عيشة كان امرأة من أهل" سييلبابي "تزوج بهاابن عمها وهي في 12 من عمرها "و أنجبت منه أطفالا وكانت تعيش معه في ظروف صعبة حسب قولها وبعد 9 سنوات من زواجهما أخبرها بأنه سيتزوج بعد أسبوع من ابنت خاله فباركت له ،وبدأت تحضر لزواجه و ذهبت إلى الزفاف هي وكل أهل بيتها و لم تعترض لأنها لا ترى مشكلة في زواجه من أخرى لكن بعد مضي عدة أشهر فقط لاحظت تغيرا في الطريقة التي يعاملها بها و في الأخير حصلت بينهما مشاكل حادة أدت إلى الطلاق و تركت منزله ،وهي الآن تسكن رفقة أطفالها و أبنائه الكبار من زوجته السابقة و هي متوفاة، و كانت ضرتها و لذا لا يمكنها أن تتخلى عنهم لكون أباهم قد تخلى عنها و ترى أن زوجها السابق سيأتي يوم و يفهم أن ما فعله لا يضربها هي و لا أطفال الذين أصبحوا شبابا... و تنصح كل نساء العالم برفض التعدد لأنه يسبب أحيانا تفكك الأسرة و خاصة إدا كانت المرأة غيورة.
جريمة في مجتمع البيظان
"أمنة منت سيدي"ماذا تفعلين لو قيل لك إن زوجك متزوج من أخرى فأجابت بكل صراحة أصاب بالجنون و ربما أسوأ لما تكره المرأة "البظانية" أن يتزوج زوجها بأخرى من وجهة نظرها أن الرجل إذا كان يحب ويحترم المرأة لما فكر بأخرى و خاصة أن يتزوج بها و لا تقبل "منت سيد " أن يتزوج زوجها من أخرى.
ومع ذلك بدأت هذه الظاهرة تتسرب شيئا فشيئا إلى مجتمع" البيظان " فبعض النساء من هذه الفئة يعلمن بزواج أزواجهن من أخريات و يلزمن الصمت خوفا من تفكك كيان الأسرة.
"فاطمة "زوجها رجل في حدود 40 علمت بأنه متزوج من سيدة تاجرة في سوق "كبيتال" ،لكنها فضلت تجاهل القضية و تأكدت من أنه متزوج بأخرى ، وأخبرت أختها بذلك و نصحتها بتجاهل الأمر و أن لا تعلمه بأنها علمت بزواجه من أخرى مبررة ذاك التجاهل بقولها: "لا ينقصني شيء و هو أب أطفالي و إذا تشاجرنا و تطلقنا حينها عرضت أطفالي للتشرد ،و ولهذا أصمت من أجل الصغار".
ولا تخفي السيدة فاطمة غضبها من تصرفات زوجها، ففي بعض الأحيان: " أشعر بالرغبة في صفعه ولكن دائما أتجنب بعض المواضيع كي لا يزل لساني وقبلت بالواقع لأني كنت أظن أنه إ‘ذا تزوج علي سأموت و هذا لم يحصل"، ومع ذلك تقول فاطمة إنها تعاني من مشكلة وهي أنها لا تتحمل حتى سماع صوت زوجها " الخائن" وفق تعبيرها.
أسرة أهل "يرو صو"أسرة مثالية بنسبة للكثيرين ثلاث سيدات يعشن تحت سقف واحد و زوجهن واحد و لكل منهن أطفالها و عندما تسأل أحد هؤلاء الصغار نطق كلمة أخي من أبي نحن أخوة هذه كلما يعرفه هؤلاء الأطفال حتى أن البعض منهم يظن أن "أمنتا" أم لجميع من في البيت حتى ضرتها هذه السيدة المسئولة الوحيدة عن كل ما يحصل في الأسرة نفقات البيت دراسة الأطفال.
لم تعد الزوجة الأولى تنظر إلى زوجها كشريك حياة ورفيق عشرة، لقد أصبح في نظرها أخا و صديقا ثم زوجا و يشرفني أن أكون زوجته وصديقته و المسئولة عن بيته في حضوره و غيابه و زوجاته لسن ضراتي بل بناتي لكوني أكبر منهن و و الله لا أشعر إلا أني محظوظة للحصول على زوج كهذ و "كمبا وجينب "أخواتي و أبنائهن أبنائي".
وبين مجتمعين يتعايشان في رقعة جغرافية واحدة، يبقى التعدد المحظور الأكثر خطورة في مجتمع البيظان، والجائز المرغوب في مجتمع الزنوج.