ﻭﺟﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍ ﻻﺫﻋﺎ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﺘﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻥ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﺄﺯﻳﻢ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻭﻭﺿَﻊَ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕِ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺍ .
ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﻭﺃﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﺑﻠﻎ ﺣﺪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ، ﻣﻌﺒﺮﺍ ﻋﻦ ﺻﺪﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻧﺤﺮﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺜﻖ ﺑﻬﻢ، ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﻨﺴﺤﺒﻮﺍ .
ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻧﻪ " ﺩﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻟﻠﻨﺨﺐ ﻟﻦ ﻧﺤﻘﻖ ﻋﻴﺸﺎ ﻛﺮﻳﻤﺎ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄﻱ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﺪ ﺧﻴﺎﻧﺔ .
ﻭﺃﻛﺪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺃﻱ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺃﻱ ﺇﺧﻼﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺸﺎﺋﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺳﻴﺔ .
ﻭﺑﺸﺄﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ " ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ ."
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥ " ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻣﻤﺜﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﺄﺯﻳﻢ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ."
ﻓﻲ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻗﺎﻝ ﻣﺮﺍﺳﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﺇﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻳﺎ، ﻭﺇﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ، ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺑﺸﺪﺓ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﻊ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ.
الجزيرة نت