للتاريخ: الشيخ أحمد جدو والعبودية والمستعبدين ,,,, تدوينة

أحد, 2015/04/05 - 00:46
الهيبة ولد الشيخ سيداتي

قبل أكثر من عشرين سنة التقيت الشيخ أحمد جدو ولد أحمد لأول مرة في أحد الفصول المهترئة في ثانوية تمبدغة بولاية الحوض الشرقي، واستمعت منه – لأول مرة – وهو يشع فكرا وتنويرا، وتحررا، كان يحاضر عن الإسلام الصحيح، الإسلام الذي جاء لتحرير الناس من عبودية ما سوى الله، كان في محاضرته يشق طريقه في مسار ينفي عن الإسلام "تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين".
عرفت بعد ذلك أن الشيخ أحمد جدو كان أول داعية يحاضر في مسجد أدباي بمدينة تبمدغة، وتابعت بعض دروسه فيه، وكان مما قاله في المسجد في محاضرة العام 1995 مخاطبا جمهور المسجد: "إن من يفتي باستعبادكم لا يدرك أنه بذلك يعطل العديد من أركان الإسلام:
- إنه يحرمكم من حقكم في الحصول على حظكم من الزكاة التي فرضها الله في أموال الأغنياء للفقراء، وأكثريتكم يستحقها لفقره.
- إنه يعطل أدائكم لواجب الحج الذي فرض الله على القادرين منكم.
- إن يحد من ستر النساء الذي فرضه الله عليهم بناء على فتواه التي لا مستند لها.
إنه باختصار يعطل أركان الإسلام.كان الشيخ يفضل الحديث في مسجد أدباي، وإرشاد ساكنة أدباي، ومخالطة قاطنيه من البسطاء، ويبرر ذلك لمن يسأل عنه بأنهم الأكثر تقبلا، كما أنهم يتعرضون لظلم لن يرفع عنهم بشكل نهائي إلا بالعلم والتعلم، وإدراكهم لحقيقة وضعهم، ولواجباتهم وحقوقهم.
كان تلامذة الشيخ وأتباعه – أيام معرفتي له في تمبدغة – من بسطاء الناس، وأصحاب الحرف كعمال البناء، ومحال تنظيف الثياب، ورعاة الغنم، وهم أتباع الأنبياء.
فتوى الشيخ حول إبطال شرعية الاسترقاق في موريتانيا ليست نشازا في مساره، ولا قناعة جديدة لديه، وإنما هي تتويج لهذا المسار طويل في مواجهة هذه الآفة، وقمة لجهد دعوي ومعرفي طويل.
ازددت فخرا اليوم بأستاذي حينما دعا حزب بحجم وتجربة حزب التحالف الشعبي التقدمي للاقتداء به، وأثنى على فتواه، وطالب العلماء بإصدار فتوى على منوال فتواه.
أدعو الشيخ لقيادة الجهد التنويري، والفكر التحرري لنفض الغبار المتراكم على موقف الإسلام الصحيح من هذه القضية الشائكة، وهو أهل لأن يظهر الإسلام على حقيقته، ويجلي مواقفه، ويزيح عنه ما ألصق به خلال سنوات ضعفه.

الهيبة ولد الشيخ سيداتي 

مدير عام وكالة أنباء الأخبار المستقلة