الرباط الوطني ٠٠ من مبادرة إلى مؤسسة متخصصة في العمل لفلسطين

جمعة, 2023/12/29 - 13:37

خلف مرايا السياراتِ العابرة في شوارع نواكشوط ، يلاحظُ المتتبّع انتشاراً ملحوظاً للأعلام الفلسطينية وملصقاتِ دعم القضيّة، انعكاسٌ يمتدُّ أكثر ليُشاهد في المسيرات والمهرجانات والوقفاتِ التي تتمّ أمام السّفارات والمنظّمات الأمميّة.

فرغم تعدد الفاعليين، يلاحظُ فاعلٌ أساسي بارز ، يحضّر للأنشطة ويحضرُ لها ، مشاركاً و منظّما، في الصباح من خلالِ الأنشطةِ التضامنية، وفي المساء من خلالِ سوقٍ خيري وفعالياتٍ متنوعّة تعكسُ انشغالاً كبيرا بالقضية وتفاصيلها.

عقبات التأسيس

تعود قصة تأسيس الرباط إلى  إقدام  نظام ولد الطايع الحاكم  آنذاك على إقامة علاقات مشؤومة مع الكيان الصهيوني أكتوبر 2000؛ فتداعت مجموعة من الشخصيات من مختلف التوجهات والمشارب السياسية والفكرية إلى تأسيس مبادرة أطلقت عليها *الرباط الوطني لمناهضة الاختراق الصهيوني ونصرة القضايا العادلة*؛ مشكلة الشرارة الأولى لإطلاق عمل وطني، رافض لقيام علاقات مع الكيان المجرم.

تنص الوثيقة التأسيسية للرباط على جملة من الأهداف التي تأسس لتحقيقها، من أبرزها:
1.تعبئة وتوعية الشعب الموريتاني بالقضية الفلسطينية.
2 . المساندة الإعلامية والمادية والمعنوية للقضية الفلسطينية.
3 . التوعية بخطورة الاحتلال وجرائمه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
4 .إبراز مكانة المقدسات، والمسجد الأقصى خصوصا؛ للخطر الذي يتهدده.
5 .مقاومة التغلغل المشبوه للمنظمات التي تستهدف نسيجنا الاجتماعي، وتنشر ثقافة الانهزام وقبول الاحتلال.
6 . مناصرة كافة القضايا الإنسانية العادلة والتي يتعرض أهلها لاحتلال، أو ظلم أو تمييز عرقي أو ديني.

تتويج واعتراف:

بعد سبع سنوات من النضال الميداني والعمل في مختلف السوح ؛وترسيخ القدم  وتثبيت المصداقية، عند مختلف الهيئات سواء كانت سياسية، أو حقوقية أو شعبية،  توج الرباط الوطني نضاله بالحصول على الترخيص القانوني في شهر دجمبر2007 في عهد الرئيس المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله.

اتسمت هذه المرحلة بالتحول  من الوضع الانتقالي والأداء المبادراتي إلى عمل يتسم بالمؤسسية وهو ما تم "تجسيده" بحسب المسؤولين عن الرباط في  تشكيل مكتب تنفيذي، وتفعيل دور مجلس الإدارة وتشكيل لجان  يقوم عليها العمل، وهي الآن تضطلع بأدوار ريادية في الرباط  : وهي لجنة نساء الرباط ولجنة الشباب ولجنة الأئمة والعلماء.

وقد مكن الانتقال من مبادرة تقوم على عمل أفراد وشخصيات إلى مؤسسة ذات طابع رسمي ومؤسسي؛ مكن من مد أشرعة الرباط وساهم في تغلغله داخل المجتمع، وتعزيز الثقة به كمؤسسة وطنية متخصصة تعنى بدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناده في كفاحه ضد المحتل الصهيوني الغاصب، ليتوج هذا المسار النضالي الطويل بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وكنس مبنى السفارة الذي كان قائما في العاصمة نواكشوط.

البرامج والتدخلات:

أنجز الرباط الوطني بحسب المشرفين عليه "عدة مؤتمرات وأنشطة داعمة للقضية الفلسطينية فضلا عن مشاريع وبرامج خيرية داخل الأراضي المحتلة ومن أبرز هذه الأنشطة والفعاليات
-إقامة 6 مؤتمرات دولية في نواكشوط للتعريف بالقضية الفلسطينية في الفضاء الإفريقي.
-المشاركة في عشرات المؤتمرات الدولية الداعمة للقضية.
-تنظيم مئات الأنشطة: (مهرجانات، مسيرات، ندوات، ملتقيات).
-الكفالة الدائمة ل100 يتيم، وتوفير سيارات إسعاف للمستشفيات، وأجهزة للكشف عن الأحياء تحت الأنقاض.
-توطيد العلاقات بكافة الهيآت الحقوقية والإعلامية والسياسية.
-بناء مستشفى الوفاء – جناح شنقيط - في غزة.
-بناء منارة الشيخ أحمد ياسين بغزة والعديد من البيوتات لضحايا الحرب الصهيونية في غزة.
-بناء محظرة الشيخ سعد بوه لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية في غزة.
-ترميم عيادة الساحل الطبية في غزة.
-توزيع آلاف الوجبات الغذائية على جرحى العدوان وآلاف الحقائب الصحية على المستشفيات في غزة أثناء الحرب، وآلاف السلات الغذائية على الأسر المتعففة خلال شهر رمضان، وتوزيع مياه الشرب على المرابطين في المسجد الأقصى المبارك خلال فترة رمضان.
-توزيع مبالغ نقدية على جرحى الحرب على غزة، وعلى مئات الأسر طوال شهر رمضان، وتوزيع كسوات العيد على الأطفال  خلال فترة العيد.

الرباط حالة إجماع وطني:

يرى الأمين العام للرباط  الوطني البرلماني السابق الشيخان ولد بيب أن المؤسسة "تحظى بثقة الجميع بغض النظر عن توجهاتهم السياسية وتبايناتهم الفكرية.
وأكد ولد بيب في تصريح لشبكة السراج أن "الشعب الموريتاني من قمته إلى قاعدته مجمع اليوم على مصداقية الرباط ومحوريته كمؤسسة جامعة ورائدة في دعم أهلنا في فلسطين، وأوضح  ولد بيب أن العدوان الجاري علي عزة منذ السابع من أكتوبر بين مدى تعلق الشعب الموريتاني بالقضية الفلسطينية.

وشدد ولد بيب على "الثقة الكبيرة التي يمنحها  الشعب الموريتاني بنخبه ومواطنيه العاديين للرباط وقد انعكس ذلك في التحامهم بمؤسسة الرباط خلال معركة طوفان الأقصى؛ حضورا للأنشطة والفعاليات وتبرعا بأموالهم لدعم صمود أهلنا في غزة.

 واعتبر الأمين العام للرباط أن هذه الثقة مصدر فخر لقيادة الرباط  وتشكل  حافزا ودافعا لهم لبذل مزيد من الجهد والتضحية".ز

تزكية المقاومة:

تضافرت شهادات و تزكيات قادة الشعب الفلسطيني ومقاومته  حيث وجه رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية رسالة مكتوبة للرباط قال فيها إنه  "من أهم المؤسسات العربية والإسلامية الخادمة للقضية ؛ وأن ما يقوم الرباط  من أعمال إغاثية وتدخلات إنسانية جهاد في سبيل الله "
 وأشاد إسماعيل هنية ب"جهود الرباط العظيمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني  وثباته رغم بطش الكيان الصهيوني ".

الرئيس السابق للمكتب السياسي  لحماس ومسؤولها في الخارج، خالد مشعل: أشاد أيضا ب"الأدوار الريادية التي يقوم الرباط  وقال إن الرباط حامل لواء إقامة الأعمال الخيرية والإغاثية في فلسطين؛ وأن تبرعات الشعب الموريتاني من خلال الرباط تصل مستحقيها".

وأضاف مشعل في كملة وجهها قبل أيام لمهرجان شعبي في نواكشوط "أن الرباط صاحب اليد الطولى في سقي العطشان وإطعام الجائع والمساهمة الفاعلة في إعمار غزة".