القصيدة الحاصلة على المرتبة الأولى في مسابقة التراث الحسني للشاعر ادو ولد النانه
وشائجُ الدين أقوى من عُرى النسب
والفارسُ الحرُّ إن تدعُ الوغى يُجِب
والفتكةُ البِكرُ لاتُعطي مقادتَها
لعاجزٍ ألفَته ساحةُ الرّّيَب
بل تنتقي من عرينِ الضّاريات فتًى
أذكى التدّينُ فيه نخوةَ العرَب
يعافُ ما يتشَّهى القاعدون مُنًى
حتى ولو جِئنَ في ثوب من السَّلَب
يستقدمُ الموت في أرجى مواطنِه
عن وقته ويراه منتهى الأرب
لم يسلُب الشَّنبُ المعسولُ مُهجتَه
بلْ عافَ- والحر يأبَى -خمرة الشنب
لايطّبيه سوى تصهال عاديةٍ
حنَّت لِوقْع القنا في الهام واللَّبَب
أو بارقٌ في دجى أهوال مُعتَرك
نزر النجاة كثير الموت والعطَب
كفتية البطل "القسام" إنهمُ
خطوا العُلى بمداد العز لا الذهب
شنوا على الهمج الأنذال باكرةً
قامت مقام سخين الخبز والضرب
دارت رحاها عليهم بُكرةً فسُقوا
كأس الهوان بكفّ غير مُضطَّرب
فانظر ترَ اللجِب المرهوبَ مثلَ دُمًى
يرمي صبيٌّ بها لهواً لكفّ صبي
هام تزال وأعلاجٌ تقاد وأسرابٌ هرعْن-لو انجاهُنّ- للهرب
ونادبٌ من بعيد بنتاً أوْلِدَةً
صِينا بأسرهما عن شر منقلب
نادى فأسمع لكن لا مجيب سوى
داع يدكُّ المدى بالويل والحرَب
حال تبل قلوب الصادقين كما
بلَّت شفاهَ الثرى هطَّالةُ السحب
وتبعث الشعرَ من أحضان غفوته
لينتشي طرباً في لحظة الطرب
،،،،
أبا عبيدةَ هل في الخافقين مُنًى
تُغري الفتى بالفلا والليل والخَبَب
إلاَّ ظهورُك معتمّاَ بكوفِيَةٍ
حسناءَ تنفُثُ رُوح العزّّ في الخُطَب
تستنهضُ الهمم الكسلى وتنثُر ما
خطَّ الأشاوسُ في الميدان من عجَب
"أبناء ياسين" يازهواً يفوح شذاً
وغُرةً في جبين الدهر لم تُشَب
حيَّتْكم من ربى شنقيط صادحةٌ
درَّتْ بِدَرّ حشاً بالشوق ملتهب
يشوقُها وهجُ "السِّنْوَار" مُمْتَشقا
سيفَ العزيمة من مُستودَع القِرَب
تسنتشقُ النصر في أنقى مضاربه
وتسحبُ الذيل في عصر الإبا الذهبي
وتحتسي الفتح رَاحاً من مُعتَّقةٍ
معصورةٍ من كُروم العز والغلب
يانار برداً على تلك الديار فكمْ
فيهنّ من حُرَّةٍ بذَّتْ وحُرٍ أبي
ويامهيمنُ جُندا من جنودك في
نحور ذاك اللُّهام الجحفل اللجِب
ونفحةً من شذا ذاك العطاء إذا
هبّتْ تمايَل أُنساً كلُّ مُكتئب
هذا بك الظنُّ فابرُد حرَّها مُهَجاً
واحْبُ السَّلاميْن إجلالاً لخير نبي