تسود حالة من القلق داخل الحلقة الضيقة لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزاوني بسبب غياب "مرشح جدي" ينافس الرئيس في الانتخابات المقبلة، في ظل تقاعد أغلب قادة المعارضة، وظهور مرشحين "مجهولين وغير جديين" .
ووفق مصادر تحدثت لشبكة السراج يسود قلق داخل مستشاري الرئيس المقربين من خطورة ترشح الرئيس إلى جانب مرشحين "غير جديين وبلا تاريخ" الأمر الذي "يضعف مصداقية العملية الانتخابية" ويقضى على "الديناميكية" التي تميزت بها الانتخابات طوال العقدين الماضيين.
ومن أبرز الشخصيات التي أبدت قلقها من غياب المرشح المنافس للرئيس مدير الديوان المختار ولد اجاي ومستشارين بالرئاسة.
وأشارت المصادر إلى أن "فريقا من مستشاري الرئيس يعكف منذ فترة على دراسة خيارات "مقنعة" يمكن أن ينافس الرئيس في الانتخابات المقبلة لإضفاء "مصداقية" على العملية الانتخابية، وخشية من انهيار الثقة في العملية "الديمقراطية في ظل محيط إقليمي مضطرب".
وأشارت المصادر إلى بدء سلسلة اتصالات ببعض الشخصيات في الداخل في الخارج لـ "جس النبض" حول إمكانية الترشح، في حين رفض أغلب من تمت مفاتحته "الترشح" أو أبدى عدم حماسه".
ومن بين الأسماء التي طرحت المرشح الرئاسي السابق سيدي محمد بوبكر، والوزير السابق محمد فال ولد بلال، ومدير اسنيم السابق يوسف ولد عبد الجليل، وعمدة انواذيبو القاسم ولد بلالي، والنائب سيدن سوخنا، والوزير السابق بيجل ولد هميد.
ونفت المصادر وجود أي توجه لترشيح "بعض الجنرالات المتقاعدين حديثا بسبب بعض المعايير " الانتماء الجهوي (ولاية الرئيس)، أو غياب الطموح السياسي".
وقدم مسؤول موريتاني كبير يعمل في منظمة دولية اعتذاره بحجة "ضعف المعارضة، وتراجع التأثير السياسي للشباب بسبب موجة الهجرة غير المسبوقة التي شهدتها موريتانيا السنوات الأخيرة، إضافة إلى هشاشة المنظمة الانتخابية وغياب الثقة فيها".
ووفق المصادر يواصل الفريق الاستشاري للرئيس دراسة الخيارات المتاحة في ظل حملة مبكرة أطلقها الرئيس لـ"تفعيل العمل الحكومي والاطلاع على ظروف المواطنين من خلال زيارة ولايات الداخلية وإطلاق مشاريع تنموية وتشكيل لجان لمتابعة تنفيذ المشاريع الكبرى".
وحول المرشحين المتوقع تقدمهم للسباق الرئاسي أشارت المصادر إلى أن المرشح المعارض الوحيد المحسوم ترشحه حتى الآن هو بيرام الداه عبيد لكن الأخير "وحده بسبب سوء علاقاته بالمعارضة والنظام"، فضلا عن الخشية من تحول التنافس الانتخابي إلى "اصطفاف عرقي"، وتوقعت المصادر وجود مرشحين منافسين لبيرام في مجموعته العرقية مما يحد من حظوظه في المنافسة".
وحول حزب المعارضة الأكبر "تواصل" توقعت المصادر أن يدعم الحزب مرشحا من خارجه في ظل عزوف الحزب عن الترشح للسباق الرئاسي منذ 2009.
وأشارت المصادر إلى ثقة فريق الرئيس في "فوز مريح يضمن له العبور إلى عهدة ثانية لكن يبقى الهاجس حول نسبة الفوز، وتوفر منافس مقنع حتى لا تفسد الانتخابات الهدوء السياسي التي تمكن النظام من تحقيقه".
وتنتهي مأمورية الرئيس غزاوني في أغسطس 2024 ويسمح له الدستور بمأمورية ثانية، وأعلن في مقابلة سابقة أن ترشحه لعهدة جديدة متروك للأغلبية وللشعب وأعلنت أحزاب الأغلبية دعوتها لترشح غزواني لمأمورية جديدة.
وكانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات قد حددت يوم 22 يونيو القادم موعدا للانتخابات الرئاسية .
#شبكة_السراج_الإعلامية