عقد وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤتمر صحفيا في انواكشوط، في ختام زيارة له إلى موريتانيا لإطلاع الرأي العام، على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ميدانيا وإنسانيا، وعلى تفاصيل المفاوضات التي تجريها الحركة بشكل غير مباشر مع الكيان الصهيوني
وقال باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحماس في غزة، في مؤتمر الصحفي اليوم في نواكشوط إن الوضع يؤكد فشل الاحتلال في المعركة أمنيا وعسكريا وإعلاميا، مقابل كفاءة المقاومة، التي تسير المعركة بنجاح، رغم فارق الإمكانات.
مضيفا أن أهداف العدو المعلنة للحرب لم يتحقق منها واحد؛ لأن "المقاومة بخير، وحماس عمليا موجودة، والاحتلال لم يستطع تحرير أسير واحد حي، رغم إسقاط ما يعادل 7 قنابل نووية على القطاع".
وعلى الصعيد الإنساني، أوضح نعيم أن الدمار كبير في البنية التحتية، والوضع في غزة صعب للغاية، وأن عدد المصابين المحتاجين للسفر وصل 70 ألف جريح، و55 ألف امرأة حامل، في ظل النقص الحاد للمعدات والإمكانات الطبية.
وأكد نعيم أن الحركة كانت تطالب دائما بوقف العدوان، وتسعى لإنهاء الحرب؛ لأن الذي يقتل في النهاية هو شعها، لكن مسؤولياتها أيضا، تحتم عدم قبول الهدنة، إلا بشروط تخدم مصالح أبناء شعبها.
وعن المفاوضات المستمرة الآن، أوضح نعيم أنهم اتفقوا مع الدول الراعية لها، على الخطوط العريضة، مؤكدا أن رد المقاومة، حمل الآتي..
-إدخال 500 شاحنة يوميا على الأقل من المساعدات والوقود إلى كل القطاع بالمرحلة الأولى، و60 ألف مسكن مؤقت، و200 ألف خيمة إيواء.
-إضافة إلى عودة النازحين إلى مساكنهم وضمان حرية الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، ووقف اقتحامات الأقصى وعودة الأوضاع في المسجد، إلى ما كانت عليه قبل 2002.
-وإقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة، خلال مدة أقصاها 3 سنوات.
وطالبت حماس أن تكون قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا وروسيا، ضامنة لتنفيذ الاتفاق، مع رفع الحصار بشكل كامل وفتح المعابر، والدخول إلى صفقة تبادل تؤدي إلى تبيض السجون.
وأكد باسم نعيم أن الحركة تعمل الآن على تجهيز ورقة بالتفاصيل الدقيقة، المتعلقة بتبادل الأسرى، لافتا إلى أنه يتوقع أن يصل الطرفان إلى اتفاق قبل شهر رمضان.
وقد ثمن الوفد في ختام المؤتمر، موقف جنوب إفريقيا، مؤكدا أنه خطوة كبيرة واستثنائية، لها قيمتها الاستراتيجية فيما بعد.
كما طالب نعيم في ختام كلمته باستمرار الدعم والمساندة، مشيرا إلى أن ما بعد الحرب معركة إنسانية -أصعب وأشرش- تحتاج تكاتف الجميع، لافتا إلى أن الاحتلال يضغط على المقاومة من خلال الحاضنة الشعبية، في ظل الوضع الذي جعلها فيه، محاولا تحقيق اختراق لم يستطع تحقيقه أمنيا وعسكريا.
وعقد وفد حماس الذي يزور موريتانيا حاليا لقاءات مع عدد من الأحزاب والمنظمات الموريتانية، كما التقى رئيس البرلمان، ورؤساء الكتل النيابية، وهيئات حقوقية ومدنية.
