تميزت الرائداتُ الفُضلياتُ في الدعوة إلى الله أيام غربة الدعاة إلى الله وقلة الموارد والإمكانات ، بصدق العاطفة وعُلو الهمة والشغف بالمطالب العالية والأهداف السامية .
لقد تحمّلن في ذات الله قلة ذات اليد وآثرن رفقاء الدرب ورجال الدعوة عند الزواج و بناءِ الأسرة وقاومْن في بعض الأحيان ضغوطَ المجتمع بحصر المصاهرة في بني العمومة ولم يَضعن في البال ولم يُحضرن في الاعتبار أي حظوة مادية أو ترَف دنيوي زائل
لقد حدّدن الهدف في نشر الفكرة الإسلامية وترسيخ الشريعة وتوطيدِ التدين والالتزامِ ، ففي ذلك نصَبن وجوههن لرمضاء الهواجر وزمهرير البرد .
وكان السمتُ الحسن والحياء المُنير هالةَ قَبولٍ تكتنف كل ذلك البذل والعطاء والغدُوِّ والرواح .
ثم نشأ من بعدِ الرائدات السابقاتِ أجيالٌ من شباب الصحوة وفتياتها أخذوا من التدين والدعوة إلى الله ، بحظ وافر ، ولم ينسوا نصيبهم من الدنيا فتقلّدوا الوظائف واتّجروا ودخلت الرفاهية بيوتَ الدعوة ومابذالك بأس { قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيباتِ من الرزق }
ولكن جيلَ الريادة والتأسيس من الإخوة والأخوات ، ظلت له بصمته الخاصة صدقا في اللهجة وحرارة في العاطفة وعُلوًّا في الهمة واستشرافا لآفاق الدعوة ووفاء لقيم التضحية والجندية والعزيمة والعمل الدؤوب .
وإن رحيل أختنا الرائدة خداجة سعيد ليستوجب منا وقفة متأنية نجثو فيها على الركب أمام أمهاتنا وأخواتنا الرائدات ، ونستنطق فيها رحلة الصدق والبذل والهمة عبر شهادات ومذكرات ولقاءات تسعى لتوريث التجربة وتدوين الرحلة الدعوية لنساءٍ مؤمناتٍ واكبْن مسيرةَ الخير والالتزامِ وعلى أكتافهن ترعرع العمل الإسلامي وبعَرقهن ازدهت دوحتُه ونضجت ثمرته المباركةُ ، فإن بيعة العقبة حفظت لأهل السابقة فضلهم ولم تنس للأخوات المؤمنات حضورهن وسابقتهن في الخير .
فتحيةً للسابقات الرائدات اللواتي مهّدن سبيل الخير وتركن لسان صدق في الآخرين .
وسلام على خدّاجه بنت سعيد في البقيع الطاهر بجوار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أحْيت سنتَه ونصرت ملته ودعوتَه
نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا .
محمدن / يحظيه