خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة وأحرم من ذي الحليفة على رحل رث وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم وقال :
( لبيك اللهم حجة لا رياء فيها
ولا سمعة ) ودخل مكة يوم الأحد الرابع من ذي الحجة فخرج الأطفال والعواتق وازدحموا على المشهد في المسجد الحرام وكان الناس في الزحام
لا يضربون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يقال لأحد : إليك إليك
على خلاف عادة الجبابرة
فركب ناقته لتقر عين الجميع برؤيته وهو يؤدي ذلك المنسك العظيم فطاف وسعى لينزل بالأبطح من مكة
في اليوم الثامن من ذي الحجة خرج النبي صلى الله عليه وسلم
إلى منى وبات بها ليلة عرفة
ثم خرج الى عرفة في التاسع من ذي الحجة يوم الجمعة
فخطب عن أصول الاسلام ومعاقد الرسالة خطاب المودع وكان يقول :
( أيها الناس خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا )
ثم بشر أهل الموقف بمغفرة الله تعالى لهم فبكى الفاروق وقال : كثر خير ربنا وطاب كثر خير ربنا وطاب
بات بمزدلفة وصلى الصبح عند المشعر الحرام حيث رفع يديه بالدعاء حتى أسفر النهار ثم سار إلى منى فرمى الجمرة الكبرى يوم النحر ثم نحر بيده الشريفة ثلاثا وستين بدنة كانت تزدلف اليه ازدلافا ثم حلق ثم طاف طواف الإفاضة
مكث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام في منى دون تعجل يرمي الجمار بعد الزوال ويطيل الدعاء عند الصغرى والوسطى رغبت أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق في عمرة مع حجتها فأذن لها مع أخيها عبد الرحمن أن تعتمر من التنعيم
قال جابر :
( وكان رسول الله رجلا سهلا إذا هويت عائشة شيئا تابعها عليه )
طاف طواف الوداع آخر ليل الرابع عشر من ذي الحجة ثم خرج الى المدينة
ليمكث بضعا وثمانين يوما يغادر بعدها إلى الرفيق الأعلى