قرصة الذبابة والضمير
في عام 1984، كان الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة (1952-2003) يقيم مع شيخه الشيخ أحمد ياسين في غرفة واحدة بالسجون الإسرائيلية، وكان المقادمة بما عُرف عنه من نشاط وحيوية داخل السجون وخارجها، يقدم محاضرة للأسرى يحدثهم فيها عن ضرورة "إحداث تغـيير جذري في نفسية الإنسان الفلسطيني بشكل خاص والمسلم بشكل عام، تنقله من حياة الاتكالية على الغير والركون إلى الحياة الدنيا والأنانية؛ إلى حياة المبادرة والإيجابية والتضحية"، مستحضرا غزوة مؤتة واستقبال أطفال المدينة المنورة ونسائها للمجاهدين ووصمهم إياهم بالفرار.
في ثنايا المحاضرة، قال المقادمة، وشيخه ياسين يستمع، "إننا بحاجة إلى تربية عميقة لشعبنا للوصول إلى هذه الروح التي تجعل الشعب بأكمله مجاهداً، شيباً وشباباً ونساء".. ضحك الشيخ ياسين وقال للمقادمة: "متى ستعمل ذلك؟"، فأجاب التلميذ المحاضر: "بالجد والمثابرة نستطيع، ورغم أننا في بداية الطريق، فإننا حققنا بعض الإنجازات"، فقال الشيخ ياسين بهدوئه المعروف وحكمته المعهودة: "يا بني لن تصل إلى ذلك إلا من خلال الجهاد.. ابدؤوا الجهاد وسترى تحققَ ذلك على الأرض".. يقول المقادمة: "وكانت لفتة جميلة من هذا الشيخ المربي الذي آمن دائما بأن العمل الصالح هـو مفتاح التوفيق والهداية، والعلم والتطوير".
الجزيرة نت