صحابة صهرهم الإسلام (1)/ المختار نافع

#صحابة_صهرهم_الإسلام

(1)
#نديم_الملوك_ولسان_النبوة
صحبة النبي صلى الله عليه وسلم مقام فريد من الله سبحانه على جيل من الناس فنقلهم من حال الجاهلية إلى حال الصديقية، وغير نفوسهم وواقعهم تغييرا جذريا
في هذه القصاصات أتوقف مع نماذج من النقلة الكبيرة التي أحدثها الإسلام في حياة الصحابة، من خلال أمثلة تغير مجرى حياتها بعد الإسلام تغيرا كبيرا

وستكون البداية مع حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي نقله الإسلام من شاعر بلاط إلى شاعر دعوة ودين 

عاش حسان بن ثابت رضي الله عنه شطر عمره في الجاهلية (60 سنة) في قمة المجد الشعري نديما لكبار ملوك العرب، حيث مجالس الطرب والشرب، وضيفا في مواسم الشعر مسموع الكلمة في تقويم الشعراء والحكم بين المتنافرين

تلك المرحلة التي يوجزها هو في أبياته المشهورة:

لله در عصابة نادمتهم
دهرا بجلق في الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم
قبر ابن ماريةالمطاع الأفضل

ولما جاء الإسلام ودخل فيه الأنصار كان حسان من أوائل من استجاب لدين الله  عكس كثير من جيله الكهول الذين ألفوا حياة الجاهلية و بنوا مكانتهم عليها 
وسرعان ما أصبح حسان شاعر الإسلام ولسان النبوة المنافح عنهما وهو الذي عرفت العرب مكانته في نخبة النخبة من شعرائها

وهكذا انتقل حسان من مادح الملوك الخبير بتصوير أمجادهم الدنيوية  إلى السادح بقيم الدين الجديد ومُثله 

فحسان الذي كان يجيد مدح الملوك بقوله:
يغشون حتى ما تهر كلامهم
لا يسألون عن السواد المقبل
هو حسان الذي يفتخر بحال المجتمع الاسلامي الجديد:
وفينا رسول الله يتلو كتابه
إذا انشق معروف من الصبح ساطع 
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استقلت بالمشركين المضاجع