كعب بن زهير رضي الله عنه
شاعر من بيت شعر عاش في الجاهلية مؤمنا بقيمها وناشرا لها، بل إنه ظل أعواما عديدة بعد ظهور الإسلام مناهضا له حفاظا على دين الآباء
وصلت مناهضة كعب للإسلام إلى أن هجا النبي صلى الله عليه وسلم وشبب بنساء المسلمين
وحتى حين أسلم أخوه بجير لم يتغير موقف كعب من الإسلام بل ازداد عداء له وبذل وسعه لصد أخيه عنه، وكان يرسل له الأشعار من أجل ذلك، ومما أرسل إليه قوله:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالةً
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا؟
فبيّن لنا إن كنت لست بفاعلِ
على أيّ شيء غير ذلك دَلَّكا
على خُلُقٍ لم أُلفِ يوما أبا له
عليه وما تُلفِى علَيهِ أبا لَكا
فإن أنتَ لم تفعل فلستُ بآسفٍ
ولا قائل إمَّا عَثرتَ: لعَاً لكا
سقاكَ بِها المَأمونُ كأسا روِيَّةً
فأنهَلكَ المأمونُ منها وعَلَّكا
لكن هداية الله تداركت كعبا فاستجاب لدعوات أخيه بجير للالتحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم والاعتذار له ودخول الإسلام فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه بقصيدته المشهورة "بانت سعاد" التي عرفت ببردة المديح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه بردته الشريفة جزاء له
ومنذ ذلك اليوم أصبح كعب بن زهير الأب الروحي لفن المديح النبوي وأصبحت قصيدته "بانت سعاد" تراثا دينيا تتداوله الأجيال محاكاة وتبركا وتعلقا بالمقام النبوي الشريف
.jpg)