صحابة صهرهم الإسلام (9) من خيل اللات إلى خيل محمد / المختار نافع

خميس, 2025/03/20 - 20:33

بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته بأقربيه من بني هاشم تطبيقا لآية الجهر بالدعوة: وأنذر عشيرتك الأقربين

غير أن رجالا من بني هاشم كانوا من أشد من وقف ضد الإسلام، منهم من استمر على ذلك حتى مات والعياذ بالله، ومنهم من هدى الله فأسلم لاحقا.

 

كان أبو سفيان بن الحارث

بن عبد المطلب ممن تصدى للإسلام في بدايته رغم قوة علاقته برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، لأنه أخو من الرضاعة وشبيهه في الشكل.

 

شارك أبو سفيان في كل معارك قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، و"طرد المسلمين كل مطرد" كما قال هو بعد إسلامه، وزاد على ذلك بهجو النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين و استنفار أعداء النبي صلى الله عليه وسلم عليه بالشعر، وجرت بينه وبين شعراء المسلمين، ولاسيما حسان بن ثابت مشاورات ونقائض، وهو الذي يخاطبه حسان بقوله:

 

أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي

فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ

هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُ

وَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُ

أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ

فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ

 

أدركت أبا سفيان هداية الله، فأسلم يوم الفتح و حسن إسلامه وقال شعرا يعتذر فيه عما كان منه قبل إسلامه نورد منه هذه الأبيات:

 

لَعَمْرُكَ إنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً

لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ … فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي

هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي … مَعَ اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ … وَأُدْعَى (وَإِنْ لَمْ أَنْصحابة صهرهم الإسلامتَسِبْ) مِنْ مُحَمَّدِ