ندوة حول مسارات التفاعل الموريتاني مع القضية الفلسطينية

أربعاء, 2025/12/03 - 09:12

نظم الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني مساء الاثنين ندوة بعنوان: "موريتانيا وفلسطين مسارات الدعم والتفاعل قبل الاستقلال وبعده" تناولت تاريخ الوعي الشعبي الموريتاني بالقضية الفلسطينية ونصرتها سياسيا وشعبيا، وذلك بمناسبة الذكرى 65  لعيد الاستقلال الوطني.

وتحدث خلال الندوة الوزير السابق صو آدما صمبا نائب رئيس مجلس إدارة الرباط عن أهمية المناسبة منوها بأن الشعب الموريتاني هو الشعب الوحيد الذي لا تختلف كل أطيافه وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية على دعم القضية الفلسطينية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه الكاملة في أرصه المقدسة.

 

 رئيس الرباط الأستاذ شيخاني ولد بيب شدد على أهمية ورمزية الاستقلال مشيرا إلى أن هذه الندوة تعد مفتتح سلسلة ندوات تدشن اهتمام الرباط بالجوانب الفكرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتاريخها، مثنيا على جهود جيل التأسيس في جعلها قضية مركزية في السياسة الموريتانية سواء قبل الاستقلال من خلال طرحها بقوة في المحافل الدولية أو بعد الاستقلال عبر سياسة الحكومات المتعاقبة مذكرا بأهمية استمرار جهود الدعم والإسناد والحاجة إلى استمرارهما.

وألقى الباحث المختص في التاريخ الدكتور سيد أعمر شيخنا عن الصلة التاريخية بين الشعبين وحضور القضية الفلسطينية والبلاد المقدسة لدى الموريتانيين مبرزا نماذج من أقوال العلماء وأشعار الأدباء، كما أن هذه العلاقة تمثلت في شواهد مادية بالأرض المقدسة مثل وقف أسرة أهل الليلي ضمن أوقاف المغاربة بالقدس.

وذكر أمثلة من العلماء والأعيان الذين أقاموا بالقدس أو كان لهم فيها إنتاج علمي أو لهم بها ارتباط خاص مثل أسرة أهل مايابى حيث أكمل العلامة محمد الخضر بن مايابي بعض مؤلفاته هناك وتولى محمد الأمين ولد مايابى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن، وكان مما يتبع لوزارته نظارة القدس وشؤون المسجد الأقصى.

 

بالإضافة إلى الصلة بالقضية عبر الحج وجلب المنشورات المتعلقة بها كما هي الحال مع الحاج محمود با والشيخ المختار ولد بلول.

أما على مستوى العمل السياسي فذكر بموقف الزعيم أحمدو حرمة ببانة بالجمعية الوطنية الفرنسية التي كان عضوا فيها ممثلا للإقليم الموريتاني حيث احتج بقوة وقاطع الجمعية عندما أرادت فرنسا الاعتراف بالدولة الصهيونية، وكان ذلك الاعتراف سبب تركه حزب الاشتراكيين الفرنسيين الذي كان ينتمي إليه.

بدوره تحدث الدكتور محمد الأمين شعيب عن التفاعل الرسمي والشعبي مع القضية بعد الاستقلال مؤكدا أن هذه العلاقة تتأسس على مكانة القدس وبيت المقدس ورمزيتهما عند المسلمين عموما، مضيفا بعض النماذج من ارتباط العلماء والمتصوفة بها حتى إن بعضهم توفي ودفن هناك مثل العالم بوب ولد زين المتوفى سنة 1815 وهو مدفون قرب المسجد الأقصى.

أما بعد الاستقلال فرغم ما كانت تواجهه موريتانيا من تحديات في فترة استقلالها فقد رفض الرئيس المؤسس المختار ولد داداه كل العروض التي حاولت مقايضة الاعتراف بموريتانيا بالاعتراف بدولة الاحتلال، بل إن الدبلوماسية الموريتانية قادت حراكا قويا في إفريقيا كان من نتائجه قطع حوالي 40 دولة إفريقية لعلاقاتها مع إسرائيل، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدول العظمى آنذاك مثل بريطانيا وأمريكا بسبب رعايتها لدولة الاحتلال.

 

ورغم محدودية وسائلها المادية إبان الاستقلال فقد كانت موريتانيا سندا لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني وافتتحت مكتبا لحركة فتح بانواكشوط سنة 1968 ومنحت جوازات دبلوماسية لبعض القيادات الفلسطينية لتمكينها من التحرك بحرية، كما رصدت مخصصات مالية لبعثة فلسطين إضافة إلى منحها قطعة أرضية تؤسس عليها الممثلية.

وفي المجال الإعلامي كان هناك برنامج في إذاعة موريتانيا مخصص للقضية الفلسطينية بعنوان صوت العاصفة ثم صوت فلسطين فيما بعد.