
احتضن جامع القرآن الكريم )مسجد الشرفاء( بانواكشوط مساء الجمعة 26 رمضان 1437ه_ ندوة منظمة من طرف منتدى العلماء والأئمة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم تحت عنوان " هذا رمضان فماذا بعد رمضان "، و تطرقت لمحاور ثلاثة أساسية هي: المحافظة على مكتسبات رمضان من الحسنات، آداب عيد الفطر، وأخطاء شائعة تحدث في رمضان.
الأمين العام للمنتدى تناول محور المحافظة على مكتسباتنا الرمضانية، منطلقا من قول الحسن البصري: "الأيام ضيوفك إن أحسنت ضيافتها ارتحلت عنك بحمدك وإن أسأت ضيافتها ارتحلت عنك بذمك"، متسائلا: ماذا فعلنا بأيام رمضان ونحن الآن في العشر الأواخر، ترى ما هي حصيلة كل واحد منا من صيام وقيام وتلاوة وإنفاق واعتكاف، وكيف نحافظ عليها؟
يمكن ذلك، طبقا لما قاله الشيخ، من خلال طريقتين: _ تنميته من خلال الشكر على ما من الله علينا به من صحة لنصوم وقوة لنقوم وتوفيق لنعمل، "وما بكم من نعمة فمن الله"، والله هو الذي يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وهذا كرم من الله، وهذه الزيادة يمكن أن تكون الزيادة المذكورة في آية المحسنين (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وزيادتهم هي النظر إلى وجه الله الكريم.
أما الطريقة الثانية فهي المحافظة على هذا النمو، فلا يمكن أن نحسب الزيادة بمنطق كرم الله، فالحرف الواحد من القرآن الكريم بحسنة كاملة والحسنة بعشر إلى أضعاف كثيرة، وسورة الإخلاص ثلاث مرات بمثابة ختمة للقرآن، لكن علينا أن نحافظ على هذه الزيادة من خلال استحضار حديث المفلس، والحذر من عاقبة المفلس الذي شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسنانته أخذ من سيئاتهم وطرح عليه.
ونبه الشيخ إلى ضرورة الجد في الأيام والليالي المتبقية من رمضان قائلا: لم يبق إلا وتران هما الليلة السابعة والعشرون والتاسعة والعشرون ، فهل من متسابق ليظفر بهذه الجوهرة المخبوءة، ليلة القدر.
كما تناول القاضي ولد الشيخ محمد الشيخ المحور الثاني المتعلق بأحكام العيد، مستهلا بالقول: ينبغي إحياء ليلة العيد بالصلاة وتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن أحياها أحيى الله قلبه فلا تظنن أن العبادة موسمها شهر رمضان وإذا انتهى انتهت، فعلينا أن نفرح بها، وبتوفيقنا لصيام هذا الشهر، فلقد فتح الله لنا باب الصبر والصوم والمرابطة في شهر رمضان ، وقال لنا: "الصوم لي وأنا أجزي به" ، ثم فتح لنا باب الشكر في يوم العيد، فعلينا أن نفرح صباحا فرح المسلمين وسرور المسلمين لا سرور الكافرين أو المغرورين، وعلينا أن نتزاور، وعلينا أن نغتسل ونسميه اغتسالا كما سمته السنة.
وأضاف الشيخ: يوم العيد والجمعة يشتركان في فضل الاغتسال و لبس الحسن من الثياب، أما الجمعة فالأفضل فيها الأبيض وفي العيد الأفضل هو الجديد، كما أن من واجبات العيد إخراج زكاة الفطر عنك وعن من تلزمك نفقته، وتقدم من أغلب القوت، ومقدارها عند مالك صاع، والصاع أربعة أمداد.
العيد إذن كما قال الشيخ هو ذكر وصلاة واستبشار وثياب حسان عطرة وزيارة للأهالي وليس تكبير الفطر كتكبير أيام التشريق فهو خاص بها والأضحية أيضا خاصة بعيد الأضحى.
أما المحور الثالث فيتعلق بالمنكرات الشائعة وقد اعتبر المحاضرون من المنكرات الشائعة كثرة النوم في النهار والتقليل من الطاعات وكذلك الوقوع في أعراض الناس فضلا عن عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك الائتمار بأمر الآمر بالمعروف، فأول ما أخذ به بنو إسرائيل هو أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، كما أن كثيرا من الناس يعبد الله في رمضان فإذا انقضى رمضان عاد إلى سابق حاله من بُعْد عن الله مما يعني انفصاما حادا في الشخصية وفي العلاقة مع الله، فينبغي على المسلم أن يحافظ على ما من الله عليه به من صيام وقيام وعبادات وصيانة للجوارح عن معصية الله في رمضان وفي غيره.