في آفطوط: الماء الملوث كارثة تتهدد حياة السكان (صور)

ثلاثاء, 2016/08/02 - 07:01
الماء المطروح وحده المتاح في الخريف

موفد السراج

تتربع الطفلة نبغوها بنت ودادي بين برميلين للمياه ربطا بإحكام على ظهر حمار في طريقها إلى منخفض الوادي القريب من قرية بوغول التابعة لبلدية سوفه بولاية كوركل.

عشرات الأطفال والبراميل الصفراء كانت في انتظارها عند مجرى الوادي حيث لا يكلف العثور على المياه أكثر من الحفر أقل من نصف متر لينبع الماء عكرا بني اللون فتملأ البراميل وتشرب الدواب ويصدر الرعاء ويعود الجميع سعداء بعد رحلة جلب للمياه هي الأقل جهدا ومشقة بالمقارنة مع معاناة جلبها في غير فصل الخريف.

إنها غنيمة باردة من وجهة نظر السكان عندما لا يكلف الحصول على الماء أكثر من الحفر في مجاري الوديان بدل الانتظار لساعات من أجل نزحها من آبار سطحية ضحلة وشحيحة كما يقول وودادي ولد خطري من نفس القرية.

لكن المشكل في أن هذا الحل مؤقت ومرتبط بموسم الأمطار وفيضان السيول كما يحمل مخاطر صحية بسبب عدم نظافة المياه المختلطة بكل ما تجمعه سيول الوادي من نفايات ورجيع دواب وجيف حيوانات نافقة.

يقول الطبيب الرئيس بالنقطة الصحية ببغول سيدي ولد أحمد إن الماء الملوث مشكل يتهدد صحة السكان في آفطوط خاصة في موسم الخريف والاعتماد على الماء المطروح والبرك التي تخلفها الأمطار مما يؤدي إلى انتشار الإسهالات بين الصغار والكبار وكذا الاصابة بالدزنتاريا المعوية السبب الرئيس الأمراض فقر الدم والانيميا.

ومع انعدام أي آبار أو مضخات ارتوازية في هذا الجزء من مثلث الفقر لا خيار أمام السكان غير شرب الماء الملوث إبقاء لحياتهم لذا تنتشر محافر نزح المياه في منخفضات الوديان ومجاري السيول.

في قرى البطحة ولمبيزير ومد الله وأهل عبد الله تكرر المأساة وتأخذ بعدا آخر عندما يهجر السكان آبارهم التقليدية خلال موسم الأمطار قبل أن يضطروا لشرب مائها من جديد وبعدما تصبح أكثر تلوثا وضحالة.

يقول أحمد عالي من قرية البطحة إن العطش مشكل يطل برأسه كل صيف ليروع سكان آفطوط ويحيل حياتهم إلى عذاب عندما لا يجدون أمامهم غير شرب الماء المطروح والحفر في مجاري الأودية مضيفا أن البئر الذي تشرب منه القرية يعود إلى 2013 عندما تدخل لصالحهم أحد الأقارب يعمل بإحدى الهيئات الخيرية ومع ذلك لم يعد ماؤها صالحا خاصة موسم الخريف عندما تغمرها مياه الأمطار وترمى فيها النفايات والأوساخ.

لذا يطالب بسرعة توفير مصادر للمياه في هذه القرى المنكوبة على حد تعبيره.

وهو ما يؤكد عليه محمد ولد ادي من قرية أهل عبد الله حيث يكون العطش وقلة المياه مشكلا مزمنا لذا يطالب السلطات سرعة التدخل لانقاذ السكان من موجات عطش لا ترحم وحمايتهم من شرب الماء الملوث المستخرج من حفر سطحية يطلقون عليها "إيرشيين".

وفي بوغول لا صوت يعلو فوق الشكوى من العطش عندما يرابط السكان الساعات ذوات العدد من أجل الحصول على جرعة ماء ملوثة وغير صحية بالمرة حيث ترتفع الملوحة في بئر القرية القديم ولا يكفي البئر الجديد لتلبية احتياجات القرية والتجمعات المحيطة بها كما يشرح رئيس القرية ودادي.

شح الماء الشروب في آفطوط ألقى بظلاله الكئيبة على جوانب أخرى من نشاط الناس عندما يتدهور انتاج التعاونيات الزراعية بسبب نقص المياه ولا يجد السكان أمامهم سوى التعلق بالزراعة المطرية والتي تصبح الحبل السري لإنقاذ حياتهم وانتعاشها بعد أشهر من الركود والموت شبه السريري.

مجاري الوديان تتحول إلى نقاط للتزود بالماء في الخريف
الماء المطروح سبب في أمراض الاسهالات والكلى
آبار معطلة بسبب التلوث في فصل الخريف