منع الاحتلال الصهيوني منذ إعلان دولته من طرف الانتداب الابريطاني سنة 1948 أية عملية ترميم أو صيانة للمسجد الأقصى على الأوقاف الأردنية الوصية على المقدسات الإسلامية بالقدس.
ووفق الدكتور أحمد الحيلة عضو الهيئة التنفيذية لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال فإن ذلك يعني فعليا عدم وجود أية صيانة للمسجد الأقصى ولا للمقدسات منذ 100 عام حينما وقعت فلسطين تحت الانتداب الابريطاني سنة 1916.
محاولات تهويد القدس.. بالحفر والإغراء بالمال
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه سلطات الاحتلال بوسائل شتى إلى تغيير المعطيات الجغرافية والديموغرافية والتاريخية لمدينة القدس خصوصا في البلدة القديمة منها المحاذية للمسجد الأقصى والمسورة بسور قائم منذ العهد الإسلامي.
ومن أبرز محاولات الاحتلال لانتتهاك الأقصى وفرض الأمر المفتعل بيهودية القدس، حفرياته التي بلغت حتى الآن 104 أنفاق كبيرة تحت الأرض، جزء كبير منها نشط حتى الآن، كما تدفع المنظمات الصهيونية لشراء منزل صغير لا يتجاوز 60 متر مربع مبالغ قد تتجاوز 3 ملايين دولار لأي فلسطيني مستعد لذلك.
البلدة القديمة.. حرب الديموغرافيا
السلطات الصهيونية رحلت خلال سنة 2008 وحدها قرابة 9000 مواطن فلسطيني من البلدة القديمة، وبلغت نسبة اليهود في منطقة البلدة القديمة شرقي القدس نسبة 26% بعد أن كانت خالية منهم سنة 1967 تماما، ويبلغ تعداد سكان القدس بناحيتيها الشرقية والغربية 850 ألف نسمة، 600 ألف منها يهود وال250 ألف المتبقية منهم فلسطينيون تعيش 150 ألف منهم بالبلدة القديمة ويحاول الصهاينة بناء جدار عنصري للفصل بين ساكني الناحيتين.
قبة الصخرة.. الحصر الخطير لجغرافيا الأقصى
كثيرون يظنون أن الأقصى الشريف هو قبة الصخرة وحسب، فهي لا تشكل إلا معلما واحدا من معالمه، حيث يمتد على مساحة 144 ألف متر مربع، يوجد فيها 17 بابا سبعة أبواب منها ممنوعة تماما على الفلسطينيين، إضافة إلى 40 مصطبة علم، و37 بئر ماء، و4 مآذن رئيسية فضلا عن العشرات من القباب، ومنبر صلاح الدين (منبر المسجد الأقصى) الذي يقع بعيدا من قبة الصخرة، التي يظن كثيرون أنها هي هي المسجد وهي ليست إلا قبة بناها الأمويون على الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
ويوحي اختصار المسجد الأقصى في قبة الصخرة إلى الرأي العام المسلم والإنساني المؤمن بعدالة القضية الفلسطينية بأن بقية مساحته ليست منه، مما يشكل أمرا خطيرا يسهل على الاحتلال هدم جزء من الأقصى وتضليل العالم بإبقائه على قبة الصخرة التي يظن كثيرون _جهلا_ أنها هي كل المسجد.
ويهدد أبرز أبواب الأقصى (باب المغاربة) بالهدم نظرا لخطر الحفريات التي تستهدف الأقصى ويستهدفه _أي الباب_ الجزء الأكبر منها نظرا لوقوعه بالقرب من حائط البراق الذي ربطت فيه دابة البراق ليلة الإسراء للنبي محمد لى الله عليه وسلم.
التسميات الغريبة والتضييق على المرابطين
ويحاول الصهاينة طمس المعالم الإسلامية بالقدس القديمة بوسائل شتى أبرزها تغيير المسميات حيث يطلقون على حائط البراق الواقع قرب أبرز بوابات الأقصى (باب المغاربة) وبالقرب من باب البلدة القديمة (من القدس) اسم "حائط المبكى" الواقع حسب زعمهم في هيكل سليمان المزعوم، بل ويتمادى الاحتلال في ذلك بتسمية جبل الطور الذي تقع عليه القدس ب"الحوض المقدس".
وتمارس سلطات الاحتلال الكثير من التضييق على الفلسطينيين في المسجد _ضمن مساعي التهويد_ بمنعها كل من لم تبلغ أعمارهم 40 سنة من دخول المسجد في مناسبات معينة كرمضان، مستخدمة في تحديد العمر أجهزة إلكترونية دقيقة، هذا فضلا عن منع الفلسطينيين من دخول الأقصى بعد صلاة الصبح ما بين السابعة (صباحا بالتوقيت المحلي) وحتى الحادية عشر، والسماح لليهود تحت الحراسة المشددة بدخوله.
التضليل الصهيوني المفضوح عبر الإعلام الغربي
ومع كل ذلك ورغم عدالة القضية فإن الكيان الصهيون ما يزال متماديا في ظلمه وكذبه وتضليله للعالم، مسلحا بإعلام غربي منحاز، مفتعلا أن دفاع الفلسطينيين عن أرضهم المحتلة إرهاب، ومروجا لادعاءاته بأن "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
ويعيش سبعة ملايين من أصل 13 مليونا في المهجر بينما يعيش مليونان مكدسين تحت الحصار بقطاع غزة الصامد، ويعيش ثلاثة ملايين آخرين تحت التهجير والتنكيل في الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، وينعم 5ملايين عنصر صهيوني محتل بالرفاه على الأراضي الفلسطينية ظلما وانتهاكا لكل القوانين والأعراف الكونية.
وتبقى المعادلة التي تفرض نفسها هي أن جرثومة الاحتلال الخبيثة معززة بغرب هو من زرعها، وفي الطرف الآخر يخذل أصحاب الحق من طرف العرب حتى بوسائل إعلام تبين الحقيقة للرأي العام الدولي، لتبقى بذلك الصهيونية الدولية هي الأمر الواقع على الأرض بفعل الدعم العسكري لكيان "إسرائيل"، وهي المسيطرة على الرأي العام الدولي بفعل امتلاكها للمنصات الإعلامية ووكالات الأنباء الدولية الموجهة، كالبيبيسي وارويترز، ربيبتي ابريطانيا التي زرعت دولة الكيان المزعوم، على غير سبيل الحصر.