الإمامة منصب كبير ومقام عال لذلك جعلها الله تعالى منصبا للأنبياء وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) كما جعل من أتباع الرسل أئمة اختارهم لتبليغ رسالات الله يهدون بهدي الرسل قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقون ) فهذه الآية تبين مهمة الإمام وصفته فمهمته هداية الناس بما أمر الله به وما نهى فهو مؤمن على شرع وعلى نهج الله لا يمكن أن يحيد عنه قيد أنملة وإلا كان خائنا لأمانته خائنا لأمته وجمهوره الذي يحضر إليه ليعلمهم مما علمه الله ويهديهم إلى هدي الله. فهذه مهمة الإمام وأما صفته فهي التحلي بالصبر والصبر ملاك الأخلاق الحميدة كلها وأهمها الصبر عن المغريات التي تؤثر على منهج الإمام في التوجيه والإرشاد ذلك أنهم موقنون بما عند الله تعالى من خيري الدنيا والآخرة فلا تستميلهم عن مهمتهم المزايا ولا يخافون في الله لومة لائم لأنهم يرجون ثواب الله ويخافون عقابه. فهم قدوة في الخير لما حباهم الله تعالى به من علم (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)
ومن الواجب على السلطات أن تعينهم على هذه المهمة النبيلة: ألا وهي خلافة الرسل في هداية الناس.
نعم من حق الإئمة والمؤذنين ومن يقوم على المسجد من عمال أن يكفوا المؤنة من بيت المال لأنهم يقومون بواجب كفائي كالقضاة والمدرسين والموظفين بل إن المسجد مؤسسة عمومية تحتاج للنظافة والصيانة والإضاءة والماء مثل أي مرفق عمومي فيجب أن يقام عليها كما يقام على المرافق العمومية فلها حق في بيت المال بدون منة ولا توجيه يناقض رسالتها .
كما يجب أن يزود الأئمة بالمراجع المعينة وكلما يحتاجونه في أداء مهمتهم من تكوين ونحوه
أما تحجيم دور الإمام والتدخل له في مهمته وجعله لا يفكر بل ربما وجهت الخطب لسياسات منحرفة أو مخالفة للشرع كما رأينا في بعض البلدان الإسلامية.
والمحاولات التي حصلت هنا في البلد في السنوات الماضية غير مشجعة وهو ما جعل الإمام بداه ابن البوصري رحمة الله عليه يرفض مثل هذا التوجه ونحن مثله نرفض مثل هذا التوجه ونريد تشجيع الإئمة على قول الحق والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وأن يقولوا بالحق أينما كانوا لا يخافون في الله لومة لائمة بحرية تامة بل بتشجيع من السلطات هذا هو الذي أمر الله به حيث يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).