
قال الباحث الموريتاني المميم في دولة مالي محمد الأمين ولد القاسم إن معالجة ملف الهجرة في موريتانيا، بحاجة إلى الابتعاد عن الخطاب التعبوي المنفعل بالمناكفات السياسية، والنقاشات الحدية، مؤكدا أهمية نقاش الملف بطريقة منهجية، سعيا لحل مشكلة كبيرة، لها انعكاسات اقتصادية وسياسية واجتماعية على مجتمعنا.
جاء ذلك في مداخلة له بعنوان "تأثير مكافحة الهجرة على الموريتانيين في أفريقيا"، ضمن ندوة نظمها المركز الموريتاني للدارسات والبحوث الاسراتيجية، في نواكشوط يوم السبت بعنوان "موريتانيا وإدارة الهجرة بين المصالح الوطنية وحقوق الإنسان والالتزامات الخارجية" .
وقال ولد القاسم إن هنالك عشرات الآف الموريتانيين في ساحل العاج ، وهنالك الآلاف أو عشرات الآلاف في كل من السينغال ومالي وغامبيا، مؤكدا أن هؤلاء الموريتانيين يمارسون مختلف الأنشطة الاقتصادية بكل حرية ودون إشكالات تذكر، بينما هنالك دول أخرى يحضر فيها الموريتانيون بعدد معتبر، وإن بدرجة أقل مثل بنين وغينيا بيساو، والنيجر وتوغو.
وأضاف ولد القاسم ينبغي أن ننطلق من حقيقة أن قدرنا أن نكون جسرا بين الشمال العربي والجنوب الأفريقي، مشيرا إلى أن الفضاء الموريتاني، كان امتدادا لممالك أفريقية قديمة إضافة إلى نفوذ الدولة المرابطية التي امتدت جنوبا حتى نهر السينغال، فنحن إذن جزء من أفريقيا كما أننا جزء من العالم العربي هذا هو تاريخنا وهذا هو قدرنا.
وأشار الباحث الموريتاني إلى أن المهاجرين الموريتانين في أفريفيا يعانون من إشكالات من ضمنها مشكلة الاندماج، مشيرا إلى أن الهجرة ظاهرة بشرية قديمة فعندما تعيش في مجتمع ما لا بد ان تندمج فيه وتعتبره بلدك الثاني، وهذا ما فهمته الأجيال الجديدة من المهاجرين الموريتانيين في أفريقي، حيث بنوا استثمارات وطوروا علاقات مهمة في الدول التي يقيمون فيها.