غريب اللغة العربية مستخدم في الحسانية 2

أربعاء, 2015/05/13 - 18:02
بقلم: المختار محمد يحيى

في هذه الحلقة نختار لكم من الألفاظ العربية المستخدمة في اللهجة الحسانية الدالة على وحدة المصادر اللغوية الثقافية والاجتماعية وغيرها.. لفظة "تحفل" والتي تعني التزين وإبراز الجمال.

 

ومن الملاحظ في المصادر اللغوية العربية القديمة أن اللفظة ملازمة للزوج ولم يرد ذكرها لغير المرأة المتزوجة مما يدل على أن التزين مرضاة للرجل لم يكن موجودا إلا في نطاق الزوجية وهو أن تتحفل المرأة لزوجها وتبرز مكامن جمالها له.

 

وقد ضمت المعاجم اللفظة في ثناياها إما بشيء من التفصيل في معانيها المختلفة أو بذكرها في مواضع ضمن تفصيل معان أخرى.

ففي مدخل حفش بمعجم (مقاييس اللغة):

(...)

وتحفّشت المرأةُ للرَّجُل، إذا أظهرت له وُدَّاً؛ وذلك أنها تتحفَّل له، أي تتجمَّع.

(...)

والحَفُوش: المُتَحَفِّي، وقيل: المُبالِغ في التحَفِّي والوُدِّ، وخصَّ بعضُهم به النِّساءَ إِذا بالَغْنَ في وُدِّ البُعُولَةِ والتحفّي بهم؛ قال: بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ ويقال: حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فيه.

وتَحَفَّشَت المرأَةُ على زَوْجِها إِذا أَّقامت عليه ولَزِمَتْه وأَكَبَّت عليه.

(...)

وفي مدخل حفل في معجم (لسان العرب):

(...)

والتَّحَفُّل: التزيُّنُ.
والتحفيل: التزيين؛ قال: وجاءَ في حديث رُقْيَة النَّمْلة: العَرُوس تَقْتَال وتَحْتَفِل، وكُلَّ شيءٍ تَفْتَعِل، غير أَنَّها لا تَعْصِي الرَّجُل؛ معنى تَقْتَال تَحْتَكم على زوجها، وتَحْتَفِل تتزين وتحتشد للزينة.
ويقال للمرأَة: تَحَفَّلي لزوجك أَي تَزَيَّني لتَحْظَيْ عنده.
وحَفَّلْت الشيءَ أَي جَلوته فَتَحَفَّل واحْتَفَل.

(...)

ويقال احتَفَل الوادِي بالسّيل. فأمّا قولهم تحفّل، إذا تزيّنَ، فهو من ذلك أيضاً لأنه يجمعُ لنفسه المحاسِن.فأمّا قولهم حَفَلْتُ الشيءَ، إذا جلوتَه، فمن الباب، والقياسُ صحيح؛ وذلك أنّه يجمع ضَوءَه ونُورَه بما يَنفيه من صَدئه. قال بشر:

رَأَى دُرَّةً بيضاء يَحْفِل لَوْنَها *** سُخامٌ كغِربان البريرِ مُقَصَّبُ

والمُقَصَّب: المجعَّد.
وأراد بالدّرّة امرأةً. يحفل لونَها [سخام]، يعني الشعر يزيدها بسوادِه بياضاً، وهذا كأنّه جلاها، وهو من الكلام الحسن جدّاً.

وفي مادة صوي بنفس المعجم السابق:

(...)

وصَوَّيْت الناقة: حَفَّلْتُها لتَسْمَنَ، وقيل: أَيْبَسْتُ لَبنَها، وإنما يُفْعَلُ ذلك ليكونَ أَسْمَنَ لها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه، فإنَّ لنا ذَوْداً عِظامَ المَحالِبِ قال: وناقةٌ مُصَوَّاةٌ ومُصَرّاة ومُحَفَّلَةٌ بمعنىً واحدٍ.

(...)

تقبلوا تحــياتـــي ...