ذكر الله في سورة الحجرات دائرة المؤمنين وذكر أن العلاقة بينهم علاقة أخوة قال تعالى : "إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ " ومن لطيف المناسبة أن الله ذكر في السورة نفسها روابط إنسانية أخرى : رابطة الشعوب ورابطة القبائل وجعل العلاقة بينها علاقة تعارف فقال تعالى : ﴿ياأيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكم مِن ذَكَرٍ وأُنْثى وجَعَلْناكم شُعُوبًا وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أكْرَمَكم عِنْدَ الله أتْقاكم إنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ . وقد ذكر المفسرون في تفسير " لتعارفوا " تفسيرين : التفسير الأول أنها من التعارف والثاني : أنها من بذل المعروف. والمعنيان يمكن اجتماعهما
وقد نصّ الفقهاء على أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد، فإذا وجدت دوائر تُحقّق مصالح العباد فالشريعة لا تقف في وجهها، يبقى أن ننبّه إلى أن رابطة الإيمان عُبّر عنها بالأخوة لأهميتها ومركزيتها والروابط الأخرى اكتفي فيها بمسألة التعارف ودلالة الأخوة أعمق من التعارف قطعا.
وذكر المسألتين " رابطة الإيمان والروابط الأخرى" في السورة نفسها ظاهرة لاحظتها في كثير من السور القرءانية تهدف لتكميل الصورة عن القضايا ولو تتبعها المتأمّل لأدرك قضايا عجيبة فيها.