يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ.
توجيهات ووصايا من الله لعباده وقت لقاء العدو ، وهي وصايا يحتاجها المؤمن وقت الصراع مع أعدائه ومع خصومه ، سأقف عند ثلاث وصايا.
الأولى : ذكر الله ، وقد ثبت التوجيه للذكر عند أخطر الأعداء : الشيطان فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل وسوس ” . رواه البخاري تعليقا .
وقد يكون من مغزى الذكر عند الصراع أنَّه سبب لاطمئنان القلب قال تعالى : ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب” والاطمئنان وقت الصراع له دور مهم ، ومن فوائد الذِّكر كذلك استحضار عون الله القوي القدير ، وهذا ما أشارت إليه الآية (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا “يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”)
الثانية : طاعة الله ورسوله : قال تعالى وهو يُوصي المجاهدين وقت الجهاد وهذا يستدعي الانتباه : “وأطيعوا الله ورسوله ” ، وهو توجيهٌ للحِفاظ على المبادئ حتى وقت الصراع مع الأعداء ، فلا تغترّ بدفاعك عن الحقّ فيكون ذلك الاغترار سببا لترك المبادئ ، وهذا من مداخل الشيطان الخفيّة ، فأنت إنّما تُنصَر بالحقّ
الثالثة : الصدّ عن سبيل الله ، قال تعالى : (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ “وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله “) ، لا تكُن في دفاعك عن الحقِّ مُشوِّها لصورة رسالتك التي تضحّي من أجلها بتصرفات ينقصها الفقه وينقصها النظر للمقاصد ، كثير من العوام ينظر إلى الداعية والمصلح بأنّه هو الدعوة وهو الإصلاح ، وهذا الشيء ضرره كبير ، ينبغي لأي مصلح مراعاته.