صوم يوم عرفة أم صوم تاسع ذي الحجة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
لا جديد في الخلاف في عموم الرؤية.
بيد أن هنالك أمرا واقعا مستجدّا لا ينبغي للفقيه إهماله وهو يتأمل مسألة ارتباط الصوم بيوم وقوف الحجيج بعرفة أو بالتاسع من ذي الحجة تبعا لمن لا يرى عموم الرؤية؛ وهو أن يوم وقوف الناس بعرفة الطيب لم يكن يبلغ أهل الآفاق إلا بعد فوات اليوم بأيام أو أشهر أو سنوات حسب بعد القطر عن البلاد المقدّسة.
فكان المناسب أن ينيط الفقه صومها بالرؤية والرؤية فقط
لأن ما سوى ذلك تكليف بما لا يطاق أو تفويت للعبادة في حال الانتظار.
وأما اليوم فإن العالم كله يتابع حركة الحجيج لحظة بلحظة ويرى جموع ضيوف الرحمن وهم وفوق بصعيد عرفات الطاهر
بل ويعلم مسبقا جدول حركتهم في مناسكهم الطيبة.
لست مرجحا (ولاهي طارحه اعلي العار) لكنني أرى أنه لا ينبغي للفقيه أن يغفل هذه الحقيقة ولا أن ينقل كلام الفقهاء الأقدمين استدلالا وكأنه يفترض أنهم معنا على أرضية واحدة من هذه الزاوية.
والله تعالى أعلم
د. محمدٌ محمد غلام