يُمثل الشيخ خطري رحمه الله تعالى نموذجا للأخ العامل في مصطلح الدعوة والرعيل الأول من أجيال الصحوة الإسلامية :
ويظهر ذلك جليا في بصماته العطرة على عدة مستويات :
1 -أظهرها بالنسبة لنا معشر مَن كنا شبابا : الاحتفاءُ بناشئة الدعوة والاحتضان الأخوي والوجداني غير المتكلف ويتجلى ذلك في :
- الظهور بمظهر المُستمع المستفيد مبالغة في التواضع وممارسة للتحفيز
- التنويه ببعض مهارات الشباب في الخطابة والكتابة والإعلام
- الإيثارُ بالمنابر والمنصات والتواري خلف الأضواء شهودا لنظر الله وصدودا عن الرياسة وحب الظهور
2- العملُ والفاعلية بما تستوعبه كلمة العمل من معنى الخطوات والآثار الشاهدة والمتابعة الميدانية الساهرة ؛ ترتيبا للدروس ، وتأليفا للقلوب ، وسعيا في مصالح المسلمين ورفقا بضعفائهم ومحاويجهم الذين كانوا في صُلب اهتمام المرحوم وبابَ العبادة الذي رابط فيه وقام على ثغره .
من ذكريات الإبداع في تفكيره رحمه الله : أنه كلمني قبل مدة في إصدار إعلامي يتضمن مُنوعاتٍ تتصدرها التلاوة ثم معلومات مبسطة في فقه الجنائز ثم بعض ما يقتضيه المقام من الدعوة إلي الخير وتجديد التوبة ؛ ليملأ هذا الإصدار - إذا تم إنجازه - فراغا كبيرا قال إنه لاحظه في انتظار تجهيز الموتى رحمهم الله وتشييع الناس للجنائز بمغسلة الرحمة في الرابع والعشرين .
3 ومن بصماته رحمه الله: ما جُبِل عليه من التودد والبشاشة والرفق في الأمور كلها وقد ظهر أثرُ ذلك في الصرح العلمي والدعوي الذي احتضنه مسجده رحمه الله وشع نوره في الحي وفي مقاطعة توجنين ، كما بقي عِطرا فوّاحا في ذكرياته وخُطواته بالمؤسسات التعليمية والإسلامية التي حظيت بأمثاله من الأتقياء الأخفياء الأنقياء نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
[فما كان مما يشتهى ذلك الفقد] .
رضينا بقضاء الله وقدره، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
محمدن ولد يحظيه