القائد الشهيد السنوار.. 63 عاما من الصلابة في الحق وطلب الشهادة

خميس, 2024/10/17 - 17:47
بقلم / د. إبراهيم الدويري

حين كات عمر القائد يحيى السنوار 27 عاما ولم يتزوج بعد، ولم يقض من لبانات الحياة والشباب شيئا ذا بال بمعايير الغارقين في الأشياء، حاول القضاة العسكريون في المحكمة تسجيل نصر استرحامي منه يعوضهم ما عجزوا عن تحقيقه بالتعذيب والتنكيل، فقالوا له قبيل النطق بالحكم بحضور والدته الحاجة أم جميل رضا عبدالله السنوار وشقيقه حامد: "هل أنت نادم أو تطلب الرحمة، قال: أطلب أن تحكموا بإعدامي ليكون دمي أول دم يراق وليكون شعلة للمجاهدين".

 

كان يحيى قذى في عيون الصهاينة والعملاء والمنبطحين والخونة، طلب الشهادة وهو يافع ثم في شبابه وهو في السجون، ثم ألح عليها وهو أسر محرر يجدد في بناء المقاومة وتشييد أركنها، وكان يوقن أن الله لم يخرجه من سجون القتلة إلا لأمر عظيم وقد كان؛ فالطوفان بداية تاريخ، وارتقاء السنوار وهو مشتبك مع أعدائه محطة فارقة في فصول ذلك التاريخ، وبهذه الشهادة يكون السنوار جمع كل رمزيات المقاومة الفلسطينية من الجهاد والأسر والقيادة والشهادة في عمر النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ألحقه الله بهم.