قال الأمين العام لجمعية المستقبل الدكتور شيخنا سيد الحاج إن "العلاقة بين الفقيه والمحامي ينبغي أن تتوطد وتترسخ بحكم الحاجة الماسة لبعضهما تجاه بعض، وإفادة بعضهما لبعض مع ما يتميز به المجالان من نقاط التقاء تشمل نبل الأهداف، ودقة المآخذ، وانضباط القواعد والبحث عن الحقيقة والصواب، والتعاطي مع الوقائع المتغيرة، والأوضاع المتكاثرة، والارتباط الوثيق بحياة الناس، مما يشكل قواسم مشتركة بينهما"
وقال ولد سيد الحاج خلال افتتاح ملتقى حول "الفقه والحقوق" بحضور الشيخ محمد الحسن الددو وأبرز رموز المحاماة في موريتانيا إن الملتقى يأتي "لإتاحة الفرصة لحماة الحق ورجال القانون للحديث إلى فقهاء الشريعة ومناقشتهم ومحاورتهم فيما يعرض لهم من نوازل وإشكالات، فالعلم رحم بين أهله، وهي مناسبة لتلاقح الأفكار وتبادل الرأي فيما يهم المتصدين لهذا الشأن ليلتقوا ويناقشوا الرؤى والخلاصات، ويتبادلوا التجارب والمهارات، ويقيموا جسور التعاون والتلاقي ويطرحوا على بساط البحث آخر المستجدات، وفي ذلك إحياء لعرف علمي أصيل، وبناء لتجربة عملية جديرة بالاقتداء".
وأشار الأمين العام لجمعية المستقبل إلى أن قيمة العدل في الدين الإسلامي الحنيف "تشكل منظومة حضارية شاملة ومتكاملة، تنتظم أبعادا تشريعية وأخلاقية وإنسانية، وترتبط بمبدإ الأمانة وأدائها، وتوزع وتنوع المسؤوليات وضبطها، فالكل راع ومسؤول عن رعيته، وهذه الأبعاد التشريعية والأخلاقية والإنسانية هي التي تمنح هذه القيم خصوصية وتفردا".
وأشاد ولد سيدي الحاج بالدور البارز للعلماء والفقهاء والأساتذة والمحامين، وأشاد بمواقفهم الجليلة، وأدائهم الرائد، كل من موقعه، وفي ساحته، إحقاقا للحق، وإرساء للعدل، ومنعا للظلم، ووقوفا مع المظلومين، مضيفا أن التاريخ سجل لهم "محطات مضيئة، وتجارب منيفة، ترفع الرأس وتدعو للفخر".
وتولى إدارة الملتقى العلمي الذي حمل عنوان: "لقاء الفقه والحقوق" المحامي محمد المامي ولد مولاي اعل، حيث قدم ورقة تأطيرية تناولت موقع المحاماة ودورها في المنظومة القضائية، وختمها بأبرز الإشكالات المطروحة للمحامين.