الدكتور البان: قضية اللغة ليست موضوعا نخبويا والهوية مفهوم ملتبس (فيديو)

ثلاثاء, 2024/12/31 - 13:07

(شبكة السراج) قال الدكتور الشيخ أحمد ولد البان إن قضية اللغة ليست قضية نخبوية أو ترفا فكريا، وإنما هي قضية شعبية، مؤكدا أن الهوية مفهوم ملتبس وغير قابل للحد المنطقى، ولا للتعريف الجامع المانع، لذلك حاول الباحثون التعبير عنها بصيغ مختلفة.

 

وأضاف الدكتور وهو أستاذ جامعي وروائي خلال محاضرة حول "اللغة وعلاقتها بمكونات الهوية" نظمتها جمعية المستقبل  في نواكشوط في 27 دجمبر 2024، إن اللغة هي "ذلك الرباط الذي يمسلك فم المخلاة"، المخلاة التي فيها كل شيء العلم العادات التقاليد..، إذن اللغة هي التي تحدد الهوية.

 

مؤكدا أن مقومات الهوية هي : الدين والثقافة والتراث والتاريخ المشترك اللغة، واللغة وتظهر كل هذه المقومات من خلال اللغة، فنحن نعبد الله باللغة نفكر ونتأمل باللغة، وكما قيل قديما " لا يمكن للتفكير أن يأتي إلا مرادفا للغة"، إذن اللغة ذات علاقة بالدين ذات علاقة بالتقاليد إذن هي العنصر الأهم في الهوية.

 

وشدد ولد البان على أن اللغة مهمة لأنها حافظة للهوية وحامية لها، معرفا اللغة بأنها "أصوات" أما النحو والصرف والبلاغة فهي علوم اللغة من هنا فرق اللسانيون المحدثون بين اللغة والكلام.

 

وأضاف ولد البان أن اللغة هي التي عبرت عن الوجود الإنسان الأول فالله تعالى ميز آدم باللغة "وعلم آدم الأسماء كلها"، فاستحق الفضيلة بمعرفته للأسماء وأمر الله الملائكة بالسجود له.

 

وأردف أن المجتمعات هي مجتمعات لغة، فلا يوجد مجتمع يرجع في الحقيقة إلى أصول عرقية واحدة، وإنما وحدته لغة، كما اكد الباحثون في علم الجينات، فالاتفاق بين المجتمعات هو في اللغة بالأساس.

 

وتساءل الدكتور ما هي الخصوص الذي تمثلها العربية حتى نقول إنها لغة الإسلام؟ فاللغة العربية لها خصوصيتها لأنها "هي اللغة التي استوعبت جميع جهاز النطق الإنساني" كما قال عباس محمود العقاد،  فهي إذن لغة مكتملة على عكس الكثير من اللغات القاصرة عن مجاراة جميع أجهزة النطق الإنساني، فاللغة إذن لغة توحيد والعربية هي لغة الإسلام.

 

وأكد الدكتور أن العربية جاءت وتطورت في الفترة التي كان الإسلام يتهيأ لينزل على الأمة التي ستحمل الرسالة الموجهة إلى العالمين، لذلك لم تجد الأمم الأخرى مشكلة في في تعلم العربية والتخصص فيها، فأكبر عالم في اللغة العربية هو سيبويه وهو أعجمي من فارس.

 

وأشار الدكتور البان إلى أن التنقيط للحرف العربي، جاء لمساعدة غير العرب على فهم العربية واستيعابها بعد انتشار الإسلام، ولهذا كانت المجتمعات الأفريقية قبل الاستعمار تكتب لغاتها بالحرف العربي وكانت تسميه "الحرف الشريف".

 

وأكد الدكتور الشيخ أحمد البان على أن هنالك فرقا بين اللغة الأداة واللغة الهوية، فاللغة الأداة هي التي تستخدم فيها المفردة الواحدة للشيء الواحد، أما كيف أعبر عن مشاعري عن أفكاري هنا تأتي اللغة اللهوية، وهي مجموعة  الحكايات والقصص والعادات التي ترجع إلى الهوية فاللغة الهوية كل جملة فيها ذات ارتباط بالعادات والقصص والأساطير، فاللغة غير الأم لا يمكنك التعبير بها عن كل ما نفسك مهما كانت درجة إجادتك لها.

#تابعوا المحاضرة كاملة على منصات شبكة السراج

اليوتيوب

https://youtu.be/Q8QZ8z0Go-4

فيس بوك

https://www.facebook.com/share/v/18dYcrpZoP

#السراج