
اشتملت سورة البقرة على قصّة البقرة التي خلاصتها أنّ رجلا من بني إسرائيل قتل عمّا له غنيّا استعجالا لإرثه ، ثمّ ادعى على قوم قتله ليحصل على ديته، فترافعوا إلى نبيّ الله موسى عليه السلام، فلم يجد بيّنة، فأمره الله أن يأمرهم أن يذبحوا أيّ بقرة ما؛ ليضرب القتيل بجزء منها فيخبر بالقاتل ، فاعترضوا على الأمر زاعمين أنّ موسى يهزأ بهم، ثمّ لم يزالوا يريدون صفة سنّ البقرة، فلونها فصفات أخرى تميّزها عن سائر البقر حتى استسلموا لمشيئة الله، ورضوا بتفاصيل صفاتها ، فذبحوا البقرة ، وضرب القتيل ببعضها، فأحياه الله فعيّن لهم القاتل الذي سيخسر الميراث من عمّه ويخسر ديته، ويخسر حياته بقتله قصاصا.
وقد تضمّنت القصّة من الفوائد ما يلي :
١ - وجوب امتثال أمر الله على الفور.
٢ - انّ النكرة في سياق الإثبات مطلق
٣ - أنّ المكلّف يخرج من عهدة التكليف بالمطلق بتحصيل أقلّ ما يصدق عليه
٤ - سوء معاملة اليهود لنبيّهم موسى عليه السلام.
٥ - لجاء المؤمن إلى الله (أعوذ بالله ان اكون من الجاهلين)
٦ - تنزّه الأنبياء عن الهزء بالناس
٧ - الارتباط بين الجهل والسخرية
٨ - جفاء بني إسرائيل مع ربّهم (ادع لنا ربّك)
٩ - شؤم تأخير امتثال الأوامر
١٠ - انّ من شدّد شدّد الله عليه
١١ - فائدة التعليق على مشيئة الله ( وإنّا إن شاء الله لمهتدون)
١٢ - في الامتثال - وإن تأخّر - خير
١٣ - مشروعيّة اللوث واعتباره دليلا من أدلّة إثبات القتل.
١٤- أنّ متعجّل الشيء قبل إبّانه يعاقب بحرمانه فالجاني هنا حرم الميراث، وحرم الدية وحرم الحياة.
١٥ - ثبوت البعث بعد الموت.
ذلكم غيض من فيض فالقصّة ملآى بالفوائد والعبر والعظات.