
حكيم بن حزام رضي الله عنه أحد وجوه المجتمع القرشي في مكة وأحد المخضرمين الذين عاشوا في الجاهلية مراحل الطفولة والشباب والكهولة، فانطبعت عقلياتهم بقيمها الاحتماعية وتصوراتها للحياة و تقويمها للناس.
تربى حكيم وهو المنتمي إلى بني أسد بن عبد العزى بن قصي على المكانة الكبيرة التي تعطيها قريش والعرب عامة لميراث قصي بن كلاب وأدوات سلطته التي أقامها بعد ما جمع قريشا في مكة، مثل دار الندوة التي كانت منتدى التشارو في المجتمع المكي، ومثل مهام سقاية الحاج وسدانة البيت ولواء الحرب، وقد بلغت مكانة هذا التراث حد وقوع حرب بين الاسر المنحدرة من قصي عليه في الجاهلية
لكن حكيما بعد أن أسلم خالطت قلبه قيم الإسلام الجديدة التي تجعل المكانة الحق إنما هي بلإيمان والعمل الصالح والتقوى كما قال الله تعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
لذلك حين آلت إلى حكيم ملكية دار الندوة باعها وتصدق بثمنها في سبيل الله فقيل له: "بعت مكرمة قريش" فقال : "ذهبت المكارم إلا التقوى، إني اشتريت بها دارا في الجنة ، أشهدكم أني قد جعلتها لله "