
قالت رئيسة اتحاد إعلاميات موريتانيا السيدة ميمه منت محمد أحمد إن الاهتمام الرسمي بالمرأة الموريتانية يشهد انحسارا كبيرا في الجانب الإعلامي بالرغم من وجود المرأة في البرلمان والإدارة والوزارة وغير ذلك.
وأضافت منت محمد أحمد في ورقة لها بعنوان " العمل النقابي واقع المرأة الإعلامية " قدمتها ضمن فعاليات مؤتمر حريات الإعلام أن الباحث عن المرأة في وظائف الإعلام لن يجد سوى إدارة قناتين إحداهما رسمية والأخرى خاصة ومديرة مساعدة لإذاعة موريتانيا وأنها إجراءات محدودة حيث بقيت المرأة الإعلامية خارج دائرة اهتمام صناع القرار وذلك ما تكشفه النسب المائوية على مستوى القطاعات والمصالح داخل المؤسسات.
أرقام ووظائف
وقالت رئيسة اتحاد إعلاميات موريتانيا إن الناظر إلى نسب وجود المرأة داخل الإعلام الرسمي يلاحظ ضآلته حيث تتحدث الأرقام عن نسب قليلة مقابل العدد الكبير للنساء.
وقالت الرئيسة إن نسبا متفاوتة تصل في الإذاعة إلى 33 % وفي التلفزيون إلى 19 % بينما تتراجع في الوكالة الموريتانية للأنباء إلى 7 % حسب إحصاء قامت به الشبكة تزامنا مع العيد الدولي للمرأة سنة 2016.
وقالت الرئيسة إن هذه الأرقام تطرح علامة استفهام كبيرة أمام تعاطي جهات القرار مع الحراك النقابي متحدثة عن جهود كبيرة لنقابات عديدة في هذا المجال.
المجتمع والمرأة الصحفية
السيدة ميمه منت محمد أحمد قالت إن ضوابط مجتمعية وعملية تجعل فرص الحصول على منصب داخل مؤسسة إعلامية ضئيلة بالنسبة للمرأة مقارنة مع الرجل الصحفي مرجعة ذلك إلى أسباب لا تتعلق بالكفاءة إطلاقا وإنما لطبيعة العمل التي تفرض التواجد في مقر العمل لساعات متأخرة وبأي وقت.
وقالت الرئيسة إن مجتمعنا لم يصل إلى قناعة تغيير الأدوار وتقسيمها بين المرأة والرجل داخل الأسرة لتبقى المرأة الإعلامية مسكونة بهاجس مسؤوليات المنزل فالجمع بين المنصب والمسؤوليات المنزلية _تقول الرئيسة_ يفوق طاقتها ويعيقها عن تخصيص الوقت والجهد المناسب لمسؤوليات المنصب.
وأكدت الرئيسة أن توطيد العلاقة مع المسؤول أو المصدر تكون مهمة صعبة على الإعلامية إذ يمكن لزميلها الصحفي الالتقاء مع المسؤول بأي مكان وفي أي ساعة بينما الصحفية لا يمكنها القيام بذلك لمحددات اجتماعية معروفة.
وتحدثت الرئيسة عن الضغوطات الأسرية والاجتماعية وتأثيرها السلبي على قدرة المرأة الإعلامية التي قالت إنها تحد بصورة معينة من ارتقائها للمواقع القيادية بسبب النظرة إلى الإعلام وصفته التحررية عند المجتمع.
المرأة في المؤسسة
رئيسة اتحاد إعلاميات موريتانيا قالت إن الرجل يهيمن بشكل مطلق على المؤسسات الإعلامية لأن غالبية إداراتها هي بيد الرجال ما يؤدي إلى إقصاء العنصر النسائي لصالح الرجل هذا إلى جانب أن الرجل في المؤسسة غير داعم لزميلته الصحفية.
وخلصت الرئيسة إلى أنه ما دامت المرأة الإعلامية لا تتطلع إلى الوصول للمناصب القيادية وتنصب جهودها حول عملها المهني وتحقيق النجاح فيه فلا أحد يعترض طريقها لكن عندما تطالب بتولي منصب تحتدم الصراعات وتشتعل المعارك ولا يمكن الصمود في في من تتمتع بطول النفس.
ودعت الرئيسة النساء الإعلاميات إلى عدم القبول بالمهام السهلة وعدم الاستفادة من تنمية التجربة وذلك بالعمل على تغطيات مختلفة المواضيع والتركيز على تطوير القدرات والعلاقات.
كما دعت الرئيسة إلى وضع إجراءات وإطار زمني لتعزيز تمثيل النساء في المواقع القيادية لا أن ننتظر إلى حين أن تقتنع المؤسسات بدور المرأة وأهمية عملها كصحفية، مضيفة أنه يجب تطوير آليات عمل صديقة وملائمة للمرأة الإعلامية بما يمكنها من المشاركة بفاعلية خصوصا الأدوار القيادية مثل اختيار أوقات اجتماعات مناسبة وتوفير مرافق لخدمة الأطفال ودور حضانات مع توفير الضمانات والحمايات المناسبة للإعلامية حتى تتمكن من أداء مهمتها في طروف آمنة.