
توفي أمس الاثنين 18 ابريل 2016 بقصر البركه –ضواحي تامرت انعاج بتكانت- العلامة سيديا بن محمد فاضل بن سيد باب، عن عمر ناهز 80 عاما، وقد عرف بالتواري عن الواجهة، حرصا على الإخلاص وخلاص العمل من الشوائب كافة، ولا نزكي على الله أحدا.
ويعتبر سيديا بن محمد فاضل بن سيد باب أحد فقهاء "اسماسيد"، حيث عرف بحفظ القرآن والدراية الفقهية المعتبرة.
وهو آخر الأبناء الذكور للراحلة الولية العلوية الزينه بنت المصطفى، رحمها الله.
ينحدر الراحل –رحمه الله – من أسرة أهل سيد باب، صاحبة زعامتنا التقليدية، وقد عرفوا بالتريث والحكمة الفطرية.
كان سيديا بن محمد فاضل بن سيد باب مثالا رائدا للهدوء والإخلاص والعلم ودماثة الخلق، تقبل الله منه العمل الصالح وتجاوز عنه، ورفعه برضوانه في الفردوس الأعلى من جنة النعيم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومن الملفت للانتباه أن أهل العلم والورع قد لا ينتبه لرحيلهم الرأي العام، ربما لأن أهل الدثور أو الظهور في مجتمعنا المادي الصرف أحيانا، قد يكونون عند البعض أكثر جدارة بالاهتمام، عند ذهابهم إلى العالم الآخر.
بينما يؤكد باستمرار العارفون بسنة الحياة أن ذوي السير الطيبة والمعارف الشرعية المتبعة هم أوتاد الأرض وسر بعض التوازن في حياة الناس، ولو من حيث لا يشعرون أحيانا.
وسيظل رحيل الأعلام العلماء الفقهاء الأتقياء،دون أن يخلفوا على الوجه الأمثل ، مؤشر تناقص معنوي حساس، ينبغي التأمل فيه بعمق وموضوعية.
وللتذكير والعبرة، كان سيديا بن محمد فاضل بن سيد باب، المتقرئن الفقيه العابد المتبتل، يسير بيننا بهذا السمت العظيم، دون أن يلفت أنظار البعض، لحرصه على البعد عن الرياء والمظاهر الضارة بصفاء المقصد الرباني، واليوم بعدما رحل نتذكر شمائله، في هذا اللبوس الزاهي الرفيع من الجد والإخلاص والعمل الصالح، راجين الخلف أن لا ينسى البتة سيرة هذا السلف الصالح القريب، عسى أن لا يجف نبع الخير فينا، لا قدر الله.
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – "في الخير وفي أمتي إلى يوم القيامة".
قال الله تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".
وقال جل شأنه " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلا من غفور رحيم ".
و لا نقول إلا ما يرضي الرحمن على غرار تعزيته –صلى الله عليه وسلم- "إنا لله وإنا إليه راجعون"، "لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى".
ونعزي في الفقيد الغالي المصاب الجلل –رحمه الله - سيديا بن محمد فاضل بن سيد باب، كافة الأهل وجميع معارفه بدون استثناء.
اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان، وأرحمه رحمة واسعة، وارحمنا إذا صرنا مثله وأرحم سائر موتى المسلمين.