
كشف تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة أمس الأربعاء ملابسات غرق قارب يقل نحو خمسمئة لاجئفي مياه المتوسط الأسبوع الماضي استنادا إلى شهادات ناجين قابلهم موفدو المنظمة بعد نقلهم إلى اليونان.
وقال التقرير إن فريق المنظمة التقى بمدينة كالاماتا بجنوب اليونان 41 ناجيا كانوا قد وصلوها بعدما التقطتهم في عرض البحر سفينة شحن فلبينية يوم 16 أبريل/نيسان الجاري، مضيفا أنهم كانوا قد أبحروا من سواحل ليبيا.
وقال الناجون إن نحو مئتي طالب لجوء غادروا طبرق بقوارب صغيرة يحمل كل منها ما بين ثلاثين وأربعين شخصا وإنهم بعد ساعات من الإبحار وصلوا إلى قارب خشبي آخر كان مكتظا بنحو ثلاثمئة شخص.
وأشار الناجون إلى أنه ما أن انتقل ركاب القوارب القادمة من طبرق بأمر من المهربين إلى المركب الخشبي، وبات عدد الركاب يقارب الخمسمئة، حتى بدأ المركب يغوص في الماء.
أصيبوا بالرعب
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في تقريرها نقلا عن الناجين أن الركاب أصيبوا بالرعب وبدأ بعضهم بإلقاء نفسه بالماء أملا بالوصول إلى القوارب الصغيرة. وأضاف أن الأشخاص الثلاثين لم يكونوا صعدوا إلى القارب الكبير بعد وأن عشرة آخرين ممن يجيدون السباحة التحقوا بهم.
وأشار التقرير إلى أن المهاجرين كانوا من مصر والسودان وإثيوبيا، وأنهم دفعوا للمهربين مبالغ تتراوح بين ثمانمئة وألفي دولار كي يوصلوهم إلى أوروبا.
وقال ناجٍ إثيوبي يدعى محمد إنه كان مسافرا مع أسرته وإنه رأى ابن عمه وزوجته وطفله وعمره شهران يغرقون في الماء.
ومضى التقرير إلى القول إن الناجين أمضوا أياما في البحر بلا طعام، وإنهم كانوا مشرفين على الموت إلى أن عثر عليهم طاقم السفينة الفلبينية الذي طلب الناجون منه إيصالهم إلى إيطاليا لكنه أحضرهم إلى اليونان.
بانتظار التحقيق
وقال رئيس بعثة المنظمة في أثينا دانيال إسدراس "ننتظر نتائج التحقيق التي تجريها السلطات كي نفهم ما حدث بشكل أفضل، ونأمل أن نعثر على أدلة بحث المهربين المجرمين".
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس الأربعاء إن ما يقارب خمسمئة شخص ربما يكونوا قد غرقوا في البحر المتوسط، واعتبرت أنه الأكثر تراجيدية في ملف اللاجئين والمهاجرين خلال الشهور الـ12 الماضية.
وقال المتحدث باسم المفوضية وليم سبندلر "لا نعرف بالتحديد عدد من كانوا على متن ذلك القارب وقد اختفوا الآن عن وجه الأرض.. هذا مثال آخر على ما يحدث يوميا تقريبا في البحر المتوسط". وأوضحت المفوضية العليا أن الناجين هم 37 رجلا وثلاث نساء وطفل في الثالثة من عمره.
من جانبها قالت الحكومة الصومالية إن لديها تقارير حول وجود مواطنين بين ضحايا الحادث، في حين أشار أحمد محمد سيلانيو (رئيس إقليم أرض الصومال غير المعترف به دوليا) إلى أن غالبية الضحايا الصوماليين من شباب الإقليم.
الجزيرة نت