ألقى الدكتور محمد بدي ولد أبنو اليوم في انواكشوط خلال ندوة منظمة من طرف مركز "مبدأ" محاضرة تحت عنوان "الإرهاب والتنمية ... التحديات والرهانات" أصل فيها لما بات يعرف بالإرهاب، في الفلسفات الغربية عبر مراحلها التاريخية المختلفة.
ولد أبنو نبه في البداية إلى أن ظاهرة الإرهاب بشكلها الحالي بدأ الحديث عنها أواسط الثمانينيات بناء على احتكار "الدولة الوطنية" للسلطة أو بععبارة ولد أبن "احتكار الدولة الفبرية للعنف" مما يؤدي إلى رفضها للمجموعات التي تنازعها ما احتكرته واعتبرته ميزة خاصة بها ومن هنا ينبثق مصطلح الإرهاب.
وأشار بدي إلى بعض المحاولات التاريخية لتعريفه كقول أحد الفلاسفة الثوريين "إن الإرهاب هو صناعة الحدث"، وألمح إلى أصحاب نظرية الإرهاب الثوري منطلقين "من أنه يجب توفير السعادة للجميع ولتلك الغاية ينبغي القضاء على الفائض الذي لا يمكن أن تشمله السعادة ممن لا يؤمنون بالفكر الثوري". في تناقض بين ما يسمى بالأمن الاجتماعي والأمن المدني.
وعن التناقض بين تحديد الغرب للحضارة وتصنيف الإرهاب انطلاقا من ذلك تمثل الدكتور ولد أبنو بردة فعل الرئيس الأمريكي أوباما حيال تفجيرات باريس حيث وصفها بأنها جريمة تستهدف الحضارة بينما يغيب مثل ردة الفعل هذه في الهجمات التي تقع في العالم الثالث، كأن هنالك دولا داخل هذه الحضارة مستهدفة بالإرهاب وأخرى خارجها لا تستحق كبير اهتمام لما تتعرض له.
وقد استفاض المحاضر في تقديم الأطروحات التي تداولها الفلاسفة عبر التاريخ للدولة المثالية أو الحالة الطبيعية التي يندرج ما يخرج عنها في التطرف المؤدي إلى العنف والإرهاب، سائقا في ذلك جمهورية إفلاطون وتعاليق للفارابي عليها، وتبقى مسألة تحديد مفهوم الإرهاب إشكالية رغم كل ما سخر لها، وقد استطرد الدكتور نقاشا له مع زميل له قال إن إسرلئيل مستهدفة ، فرد ولد أبنو : كيف، قال الزميل: لمواجهتها خطر النووي الإيراني، قال ولد أبنو: إسرائيل تمتلك النووي هي الأخرى، فرد الزميل: لكنها صديقة لنا وإيران ليست كذلك، ومن هنا خلص ولد أبنو إلى شبه استحالة تحديد الإرهاب في ظل مثل هذه الازدواجية.