
مختار نافع
كشفت حادثة كزرة بوعماتو عن جوانب من المشكل المعقد الذي يعاني منه التعايش السلمي في بلدنا ومن ذلك
1- أزمة إسكان
- من مظاهرها أنه في عاصمة توجد فيها مئات الأسر تسكن الأعرشة هناك بعض رجال الأعمال الذين اقتطعت لهم عشرات الهكتارات ولم يستخدموها في أي شيئ (في كل مقاطعة تقريبا هناك حائط عملاق يسمى حيط أهل افلان وهو بتلك الوضعية منذ عقود)
- ومن مظاهرها أن النظام الحالي شرع مصادرة القطع الأرضية التي لا يستخدمها أصحابها، وتولد عن ذلك مافيا من الإدارات العقارية والنافذين والسماسرة (أعرف شخصيا موظفا عاديا انتزع منه نصف قطعته بناء على ترير إداري أنه يقيم "استثمارا" في النصف الآخر، وهذا الاستثمار ليس إلا "بوتيك من أرمي" يؤجره) أضف إلى ذلك جماعة "المراسة" التي استولت على المساحات العمومية تقريبا وهي كلها من أهل الأموال
2- أزمة عدالة ونضال سلمي
- من مظاهرها أنه في وضع كهذا يتراءى لبعض المهمشين أن الطرق العادية لا توصل إلى الحقوق فيبدأون في رفع أصواتهم ، ولأن "المظلومية" قابلة للتحول إلى سلاح فإنهم يستخدمونها، وفي حالات نادرة يقع تجاوز من طرفهم.
- ومن مظاهرها: تدخل الحركات المؤيدة للمهمشين على الخط وهو وضع طبيعي جدا لأنه من غير المعقول أن يظل هؤلاء وحدهم في مقابل "الظلم الناعم والقانوني" من طرف المتنفذين، أما طرف مناصرة هؤلاء للمهمشين فإنها تختلف من النضال السلمي إلى النضال المتطرف.
- ومن مظاهرها: ضعف مناصرة المظلومين من طرف من لا يشاركهم في الانتماء الشرائحي، مما يسهل على بعض هؤلاء الإحساس بوقوف من لا يناصرهم ضدهم.
- الإحساس الزائد بظلم جهاز الدولة الذي يدفع إلى الاعتداء على ما يمت لها بصلة
3- أزمة إدارة التعايش
- ومن مظاهرها: إغفال تعقد هذه النوع من الحوادث والتعامل معه كحوداث معزولة، ومن ذلك تداعي شباب شريحة معينة إلى النظر للحجج الظاهرة لطرف معين، ومنه أيضا استخدام شباب شريحة أخرى للثوير النضالي في ظرف حساس كهذا (بيان الميثاق مثلا تحدث عن احتمال وجود قتلى وهو أمر يعرف الجميع أنه غير صحيح)
- ومن مظاهرها: اختيار الدولة لظرف غير مناسب لتطبيق قرار حساس، فمن البلاهة أنه في الوقت الذي يوجد فيه قادة إيرا في الولايات المتحدة لتسلم جائزة لمكافحة العبودية ترسل الدولة كل أسلاكها من شرطة وحرس ودرك إلى مجموعة من نساء وأطفال الأرقاء السابقين لإجلائهم بالقوة