نظم العشرات من الشباب الموريتانيين والمدونين والصحفيين والطلاب صباح الثلاثاء 17 فبراير 2015 وقفة احتجاجية أمام الإدارة العامة للأمن الوطني الموريتانية وسط العاصمة نواكشوط احتجاجا على تزايد جرائم الاغتصاب المتكررة في البلاد.
وتجمع العديد من المدونين الموريتانيين وطلاب الجامعة والثانويات إضافة إلى عدد من الصحفيين والناشطين الحقوقيين تنديدا باتساع ظاهرة الاغتصاب في العاصمة نواكشوط بسبب ما قالوا إنه انعدام للأمن في الطرقات وداخل الأحياء.
وطالب المتظاهرون شبابا وفتيات إدارة الأمن بالقيام بدورها المنوط بها في حماية المواطنين وتقديم المذنبين إلى العدالة مرددين شعارات من قبيل "خلا عنا .. خلا عنا ضيعتم مستقبلنا" في إشارة إلى أن الغياب الأمني سبب ضياع مستقبل ومقتل العديد من الفتياة القصر اللائي تعرضن للاغتصاب والقتل كانت آخرها جريمة في حق الطفلة "رقية" ذات الثمان سنوات.
وأثارت وتيرة جرائم الاغتصاب في موريتانيا ـ وخاصة جريمة اغتصاب الطفلة زينب ذات التسع سنين وإحراقها حتى الموت ـ غضب طبقات عريضة من المجتمع الموريتاني ترجمها ذلك الحجم الكبير من الاحتجاجات والمظاهرات التي ينظمها شباب موريتانيون للمطالبة بإحقاق الأمن وإيقاف جرائم الاغتصاب والعنف ضد المرأة والطفل.
وسبق مقتل الطفلة زينب العديد من الفتيات القصر مثل خدي توري ذات الثماني سنين والتي اغتصبت من طرف مجموعة اقتادتها إلى شاطئ بحر نواكشوط منذ سنة تقريبا، وأخريات كثر ممن تم الحديث عنهن وإثارة موضوعهن، ونشير إلى أن عددا كبيرا من جرائم الاغتصاب يتم التكتم عليها في الغالب نظرا لحساسية الموضوع عند المجتمع التقليدي المحافظ والذي قد يرى في ذلك أنه مدعاة للافتضاح.
وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط قد شهدت منذ حوالي الشهر والنصف عددا من المظاهرات الاحتجاجية على انتشار الجريمة بما فيها الاغتصاب والعنف ضد المرأة والطفل، وطالب المتظاهرون حينها بتفعيل القوانين المجرمة للعنف، وإقرار أخرى جديدة تنص بشكل دقيق على عقوبة جريمة الاغتصاب في حق المرأة والطفل.
كما طالب المحتجون ـ آنذاك ـ بإنشاء إصلاحيات للشباب المنحرفين وأطفال الشوارع ممن يرتكبون معظم الجرائم رغم حداثة سنهم نظرا لانعدام حاضن ومرب وغياب الأسرة في الغالب.