النيران ترسم ألوان قناة المرابطون ( تقرير مصور)

أربعاء, 2016/12/07 - 20:23
الاستيديو الرئيس للقناة

في لحظة عابرة من الزمن  وتماسّ بين الماضي الزاهر والواقع المرير انقلبت  أضواء وألوان الطيف فى استيديو قناة المرابطون إلى لوحة سوداء لا تميز فيها بين جهاز الصوت ولا البث ولا أجهزة التحكم ATEM  ولا بين استيديو فسيح تمشي فيه حتى تصل إلى ديكور البرامج أو في جانبه الآخر مكان بث النشرات الإخبارية بجميع اللغات الوطنية 

مرت تلك اللحظة وكأنها لمح البصر إلا أنها طبعت الواقع بعدها بلون آخر لم يخطر ببال القناة أنها سترتديه فى يوم من الأيام وهي التي لملمت جراح التوقيف والمضايقة والتنبيه والإنذار والاستفسار 

 

" فرق الإطفاء داخل المقر "

توقف البث وغاب جزء من الصورة ما كان ليغيب لو كانت باليد حيلة  إلا أن الإنسان يظل ضعيفا أمام مشهد يراقبه بقلبه قبل عينيه حين تلتهم النيران جهد وعرق وتفكير خيرة شباب بذلوا جهدا ووقتا من أجل إنجاح مشروع تهددته عوامل وعقبات إلا أنه أخذ مكانا فسيحا فى أول ركب الجد والمثابرة وظل صابرا حتى اليوم 

" كراسي وسلالم "

لحظات عصيبة تشنجت الأعصاب فيها ووقف الكل حائرا أمام هول المشهد وقوة النيران التي كان تصول وتجول لترسم صورة تذكارية ستظل آخذة مكانها في قابل المؤسسة العريقة 

" المصور بتار لا يصدق ما حدث "

أخمدت النيران وتجلّت مشاهد جديدة لم يألف المشاهد رؤيتها على شاشة القناة 

" هنا كانت وحدة التحكم فى الصوت "

كل آلات التصوير تحولت حمما يأخذها أحد المصورين فلا يميز بين مكان تشغيلها من عدستها وهي التي كانت تأخذ مكانها فسيها فى الاستيديو يحرَّك لها الضيف أو الضيوف وتظل هي الأكثر أهمية فى كل النشرات والبرامج 

" كبير مصوري القناة يخرج ركام المعدات "

فى غرفىة التحكم اختلط السواد والبياض فاستحالا إلى لون قاتم وتلجت مشاهد التعرية فلا جهاز ATEM الباهظ الثمن بقي منه ما يعرف به ولا غرفة التحكم فى الصوت تعطي أي صوت عما حدث أما المكيفات والطاولات والديكورات ووووو فأثر بعد عين 

" اجتماع المدير مع العمال بعد الحريق "

صدمة رجّت الوجود فلم يبق لدى من لديهم عقول عقول 

" بعض المعدات بعد انقشاع الغبار "

وقف المدير بين الموظفين وأعلن عن يومين لامتصاص الصدمة ومعرفة الخطوة القادمة لكنه استدرك قائلا لقد أنشأنا استيديوهاتنا من الصفر وسنعيدها كما كانت ولن نستسلم 

" عمير والحسين امدو والهيبه أول المهنئين "

أفواج من المتعاطفين حضرت مقر القناة تعرض خدماتها وأموالها وأجهزتها ومدونون يقولون نحن جاهزون لنتبرع لكم بما نملك وسياسيون يتصلون متعاطفين وصحفيون يتجولون على أطلال طالما كانت مأوي لمظلوم ومنبرا لمن لا منبر له 

" سي ممادو "

فى نهاية اترجيديا ما حدث اليوم صورة قاتمة لقناة طالما تلونت البيوت ببهرجة أضوائها وجمال صحفييها وجودة ما تعطي للمشاهد كل يوم 

" الكاميرا ظلت على قائمها واقفة "

عشرات الشباب صحفيين وفنيين وعمال عاديين وقفوا مودعين القناة حتى يحين موعد اللقاء بعد يومين وكلهم يقول لن نستسلم سنعود حتما سنعود 

" مبعوث من قناة دافا عرض معدات وأجهزة للبث "