
يعتبر الشيخ محمد المشري بن الحاج عبدالله أحد كبار شيوخ الطريقة التجانية في موريتانيا وأحد علماء البلاد الأجلاء وأولياء الله الذين {لاخوف عليهم ولاهم يحزنون} وبالرغم من أن الشيخ محمد المشري غني عن التعريف إلا أن هناك جوانب عظيمة من حياته العامرة من حياته العامرة بالدعوة إلى الله والسعي في سبيل مصالح المسلمين يجب تسليط الضوء عليها باعتبارها نبراسا ينير معالم طريق الحق وقد عمل الشيخ الحاج ولد محمد المشري على نشر تربية والده كما تلقاها منه وكما أخذها من معاصري محمد المشري العارفين به من خلال خلق تظاهرة سنوية لإحياء تراث محمد المشري ،
كانت النسخة الأولى كد احتضنتها قرية "معطى مولانا" في السنة الماضية شمال الضفة وهي الآن جنوبها ، وقد نظمت الدورة الثانية من هذ المهرجان في قرية القدس السنغالية للتأكيد على أن الرسالة الإسلامية عبارة للحدود وللدلالة على العلاقات التي كانت تربط هذ العالم الولي بعلماء السنغال وخاصة الشيخ ابراهيم انياس ، وقد تم تنظيم التظاهرة المذكورة تحت إشراف بلدية انجاما الحاج عمر صور وحضرها لفيف من كبار الشخصيات الدينية على رأسهم الشيخ عبدالملك ولد الشيخ ابراهيم انياس ممثلا عن الخليفة العالم للشيخ ابراهيم انياس ونائب رئيس جامعة سينلوي والسيد موسكرو وتوري وعبدالرحمن ولد أحمدي وجمع من رجال الفكر والسياسة ، كما حضرها شيوخ وعلماء من موريتانيا من أبرزهم الشيخين الجليلين العظيمين الصالحين الوليين الشيخ التجاني ولد السيد الهادي بن سييدي مولود فال-شيخ قرية تمبيعلي- والشيخ محمد الحافظ بن سييدي محمدو النحوي-شيخ قرية رباط الفتح-
وقد عبر كل الذين تعاقبو على المنصة عن تثمينهم لتنظيم هذه التظاهرة مستحضرين مواقف من سيرة العالم الولي المربي محمد المشري معضدين ذلك بقصص رائعة وجميلة من حياته رضي الله عنه ومن أبرز هذه الكلمات كلمة الأستاذ محمد سعيد ولد التاه عن حاضرة تمبيعلي الشقيقة والحميمة متحدثا عن حياة محمد المشري والعلاقة الوطيدة بينه وبين الشيخ الهادي بن السيد بن سيدي مولود فال مستطردا لقصص نادرة جرت بين الشيخ الهادي والشيخ محمد المشري رضي الله عنهما ،
بداية الشيخ الحاج المشري حيا الحاضرين وشكرهم كل باسمه ووسمه مثمنا أهمية هذا النوع من اللقاءات مشير إلى عبارة عند الصوفيين تقول : لقاء الأحباب لقاح القلوب وحث الجميع على التعاون على البر والتقوى والسير إلى الأمام في جو من الأمن والسلام والمحبة بين الشعبين العظيمين السنغالي والموريتاني وإن كان كماقال يفضل قول الشيخ ابراهيم أن موريتانيا والسنغال سعب واحد وليسا شعبين ، في الأخير الشيخ الحاج المشري شكر القائمين والحاضرين والمنظمين لهذه التظاهرة مستعرضا نماذج من تربية الشيخ ابراهيم لمريديه وأساليبه القائمة على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ومن أشهر وأصدق وأبلغ ماقيل في رثاء سييدي محمد المشري هو قول الشيخ ابراهيم رضي الله عنه :
حبيبا تقيا نافعا متقربا : : جوادا كريما بل يداه غمام
الرباني محمد سعيد الرباني