
الحلقة الخامسة من عمود غريب اللغة العربية المستخدمة في الحسانية - المهراز من أسماء الأشياء التي يمتلكها البدوي الموريتاني والمتحضر المدني وخاصة أنه من أواني وعناصر المطبخ يدق فيه الحب والملح والقديد، وهو نفس الاسم العربي القديم الذي حفظته لنا المعاجم، لكن صيغا منه الأصل "هرس" ما زالت مستخدمة في العديد من اللهجات ففي الحسانية مهراز وهو آلة الهرس، وفي بعض لهجات شمال إفريقيا الهريسة وهي عربية وتعني الفلف المهروس أو المدقوق.
ويلاحظ على اللفظة الحسانية تطور صوتي طال أحد الأصوات الأصلية فتم إبدال السين زايا، وتعني اللفظة الأداة التي يدق فيها ويهرس.
ففي مادة هرس في معجم (لسان العرب) لمحمد بن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى المتوفى سنة (711 هـ/1311 م):
الهَرْسُ: الدَّق، ومنه الهَرِيسَة.
وهَرَسَ الشيء يَهْرُسُه هَرْساً: دقَّه وكسره، وقيل: الهَرْس دقك الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية، وقيل: هو دقُّك إِياه بالشيء العريض كما تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس.
والمِهْراس: الآلة المَهْرُوس بها.
والهَرِيسُ: ما هُرِسَ، وقيل: الهَرِيس الحب المهْروس قبل أَن يُطْبَخ، فإِذا طبخ فهو الهَريسة، وسميت الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي منه يدق ثم يطبخ، ويسمى صانعُه هَرَّاساً.
وأَسد هَرَّاسٌ: يَهْرُس كل شيء.
وفي مادة هرس من معجم (العباب الزاخر) للحسن بن محمد الصغاني المتوفّـى (650 هـ):
ابن دريد: الهَرْسُ: الأكل الشديد؛ والدَّقُّ الشديد، ومن هذا اشْتِقاقُ الهَرِيْسِ؛ وهوَ الهَرِيْسَة.
والهَرّاس: مُتَّخِذُ الهَرِيْسَة وصانِعُها.
والمِهْراس: الهاوُوْنُ؛
(...)
والتُّرْجُمانُ بن هُرَيْم هَرّاسْ == كأنَّه ليثُ عَرِيْنٍ دِرْواسْ
أي يَكْسِر الأعداء ويَدُقُّهُم.
وقال آخَرُ:
شَديدُ السّاعِدَيْنِ أخا وْثـابٍ == شَديداً أسْرُهُ هَرِساً هَمُوْسا
والمِهْرَسُ: المِدَقُّ والمِكْسَرُ، قال العجّاج:
وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ مِهْرَسا
(...)
وفي مادة هرس بمعجم (مقاييس اللغة) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي (ت395 هـ/1004 م):
الهاء والراء والسين: أصلٌ صحيح يدلُّ على دَقٍّ وهَزْمٍ في الشَّيء.
وهَرَسْت الشّيءَ: دقَقْتُه.
ومنه الهَرِيسة.
والمِهْراسُ: حجرٌ منقورٌ، لعلّهُ يُدَقُّ فيه الشيء، وربَّما كان مستطيلاً يُتوَضَّأُ منه.
والهَرْس الثَّوب الخَلَق، وهذا على معنى التَّشبيه، كأنّه قد هُرِس.
والمَهارِيس الإبلُ الشِّداد تَهرُسُ الشيءَ عند الأكل.
(...)
تقبلوا تحـيـاتــي ..